- صاحب المنشور: شفاء السبتي
ملخص النقاش:
مع التطور السريع للتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، ثمة نقاش مستمر حول كيفية دمج هذه التقنيات في القطاع التعليمي. يهدف هذا المقال إلى استعراض التأثيرات المحتملة لهذه الأدوات على القدرات الفكرية وتحديدًا الذاكرة البشرية، وكيف يمكن تحقيق توازن بين فوائدها وأخطارها المحتملة.
**الواقع المعزز والتعليم:**
لقد عزز الواقع المعزز (AR) تجربة التعلم بطرق مبتكرة وغير تقليدية. فهو يسمح لطلاب المدارس الجامعية بتجربة الظواهر العلمية المعقدة والمجهولة داخل قاعات الدراسة الخاصة بهم، مما يعزز فهمهم للمفاهيم الصعبة. كما أنه يساعد الطلاب ذوي التحصيل المنخفض أو الذين يعانون من اضطرابات التعلم على الوصول إلى مواد أكثر قابلية للفهم والتفاعل مع البيئة التعليمية بطريقة مرنة ومحفزة.
**دور الذكاء الاصطناعي:**
يتيح الذكاء الاصطناعي فرصاً متعددة لتحسين العملية التعليمية أيضًا. فمن خلال تحليل البيانات الضخمة المتعلقة بأداء الطالب والسلوك الكلي له، يستطيع الذكاء الاصطناعي توفير توصيات شخصية لكل طالب بناءً على احتياجاته وتعليقاته. بالإضافة إلى ذلك، يعمل بعض الباحثين حاليًا على تطوير أدوات مساعدة قائمة على الذكاء الاصطناعي تساعد المعلمين في تصحيح الأوراق الامتحانية بسرعة ودقة أكبر مقارنة بالتصحيح اليدوي.
**التأثير على الذاكرة:**
بالنظر إلى الآثار الجانبية المحتملة لتكنولوجيا العالم الرقمي، فإن تأثيرها على قدرة الإنسان الأساسية وهي "الذاكرة" مثار جدل كبير. حيث يشير العديد من الخبراء إلى ظاهرة تسمى "التعلم السلبي"، والتي تشير إلى اعتماد الأفراد بشكل زائد على التكنولوجيا لإنجاز المهام المعرفية بسيطة، مما يؤدي بالتالي إلى تجاهل تدريجي لممارسات حفظ المعلومات الأساسية داخل العقل البشري. وهذا قد ينجم عنه ضعف مهارات الاسترجاع والحفظ لدى الجيل الحالي والقادم.
**الحلول المقترحة:**
لتحقيق توازن فعال بين استخدام التكنولوجيا والفائدة الحقيقية التي تقدمها -خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على مستوى عالٍ من التركيز العقلي والوظائف الإدراكية الأخرى كالقدرة على الاحتفاظ بالمعلومات-, يقترح الباحثون إعادة النظر بعناية في طرق تطبيق هذه التقنيات ضمن برامج المناهج الدراسية المختلفة. فالتركيز يجب ان يكون دائماُ نحو خلق بيئات تعلم ديناميكية ومتكاملة تجمع بين عناصر عالم رقمي جاذبة وعناصر تربوية كلاسيكية فعالة جنبا الى جنب .
كما يُشدد أيضاَ عل أهميه تثقيف المجتمع حول مخاطر الاعتماد الزائد على التكنولوجيا وثقافة الترفيه المستمرة المرتبط بها ، خاصة بالنسبة للأطفال والشباب الذين هم الأكثر عرضة لهذا الانحياز المعرفي