كانت الساعة تشير الى الثالثة ظهرا، وصوت الباب يأن ليس من فرط حزن، لكنه الحنين، ففُتِحَ فإذا هي أمامه، ممتلئة النعمة، بيديها قفازين قطنيين يحميان نلك اليدين البيضاوين من الحرارة، وتحمل فوق كفها الأيمن صينيه "مصقعه" وتريد وضعها على طاولة الطعام، ليست بالطويلة ولا القصيرة
لكن شعرها العنابي هو الطويل كأنه الشلال، يخيل لي أن طولها ١٦٥ او حول هذا الرقم،ممتلئة النعمة تحمل النعمة، لم ترتدي الا "شلحه" فتبين حبة خال زانت مفرق صدرها ويمين عنقها، مركوزة النحر، وكأن جسدها انحناء السيف اذا هوى به فارسه، لكن فارسها "فهد" هو الذي دخل من الباب، راعها أنين الباب
فالتفتت يمينا مع تمايل شعرها الطويل يسارا وغرتها فوق عينيها العسليتين، وكان كأنه يكاد يهوي ذلك الفارس، فاسقطت صينية الطعام الزجاجية، وزلقت معها في اتجاه الباب، فانكشف جزء من ساقها الذي حماه الباري من ان تلونه الدماء الحمراء القانية، لكن ما ان رآها فهد حتى ركض باتجاهها
ظنا منه ان هنالك ما اصابها، فهد الذي يعمل مهندسا في الانشاءات، بقبعته الصفراء كأنها شمس تسير على الأرض، وبجوزي احذية عمالية حتى منتصف الساق بنية، اشول او اعسر لا يهم، فأنه يجد من شمس مدينته من الهم اكثر مما يجد من مديره في العمل بطول يقارب ١٨٠ وشارب كلاسيكي اسود وعينين عسليه
كثر يظنونه باكستاني الجنسية او ما شابه وهو يهز رأسه لكل توقعات الشعب ولا يهتم كثيرا، فتزداد حيرة من حوله دون اهله، فكل همه يوميا ان يعود لكي يصيب الراحة فلا يريد هما اضافيا فوق حفلة اليوم الروتينة.
بهي النظر فهد عندما تلقفها واطمئن أن ما بها من بأس، فسألت شقيق قلبها عن أنين الباب