يجيز الإسلام للمرأة أن تعود مؤقتاً إلى منزل أسرتها عقب وضع مولود جديد، خصوصاً أثناء الشهور القليلة الأولى عندما تحتاج الرعاية الخاصة والراحة. وقد أدى ذلك إلى اعتباره عرفاً عاماً بين الكثيرين. ومع ذلك، هناك عدة جوانب مهمة يجب أخذها بالحسبان:
أولاً، بناءً على غالب النصوص الشرعية، مكان المرأة الطبيعي بعد الزواج يُعتبر ضمن حدود بيت زوجها وفق قول الله سبحانه وتعالى "وقرن في بيوتكن". ولكن النظر في حال النساء خلال مرحلة النفقيس، حيث قد تشعر المرأة بالإعياء والإرهاق، يسمح بالتسامح تجاه قضاء بعض الوقت لدى أهلها تحت شروط محددة.
ثانياً، القرار بهذا الشأن يجب أن يتم باتفاق مشترك بين الطرفين. توافق الزوج ضرورية لهذه الحالة. ليس من الحق أن تتخلى الزوجة عن مسؤولياتها المنزلية بدون موافقته. وبالمثل، ليس للزوج فرض أي عمل صعب على زوجته خلال تلك اللحظة الحرجة. بدلاً من ذلك، يتعين عليه تقديم المساعدة اللازمة أو ترتيب رعاية بديلة حتى تتمكن زوجته من التعافي بشكل صحيح.
وأخيراً، بينما يجوز للسيدة البقاء لمدة قصيرة بفترة النفقيس لدى أسرتها، إلا أنها ملزمة برد اعتبار لحقوق زوجها أيضًا. يجب ألا تطيل المكث لديهم بما يتجاوز الحد المعقول حسبما يسمح به الزوج. يجب أيضاً عدم نسيان الجانب الرومانسي للعلاقة الزوجية خلال هذه الفترة الصعبة - مما يعني استمرار العناية والحب رغم محدودية التواصل الجسدي المؤقت بسبب الديناميكيات المتعلقة بنفسيتها.
وفي نهاية المطاف، تنص الفتوى الإسلامية على أهمية تحقيق التوازن بين احترام تقاليد المجتمع والعادات الشخصية واحترام حقوق الزوج والمكوّنات الأخرى لعلاقة زواج صحية وسعيدة.