#خالدبنالوليد
ومن منّا لا يعرف هذا البطل العظيم ، إنّ روح هذا الرجل وريحانه ليوجدان دائماً وأبداً ، حيث تصهل الخيل ، وتلتمع الأسنّة وتخفق رايات التوحيد فوق الجيوش المسلمة .
وإنه ليقول : "ما ليلة يُهدى إليّ فيها عروس ، أو أُبَشّر فيها بوليد ، بأحبّ إليّ من ليلة شديدة الجليد.. https://t.co/sWAp8pjVuQ
في سريّة من المهاجرين ، أصبّح بهم المشركين" .
ومن أجل ذلك ، كانت مأساة حياته -في رأيه- أن يموت على فراشه ؛ وهو الذي قضى حياته كلها فوق ظهر جواده ، وتحت بريق سيفه .
هو الذي غزا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وقهر أصحاب الردة ، وسوّى بالتراب عرشي فارس والروم ، وقطع الأرض...
الأرض وثباً في العراق خطوة خطوة ، حتى فتحها للاسلام ، وفي بلاد الشام خطوة خطوة حتى فتحها كلها للاسلام .
أميراً يحمل شظف الجندي وتواضعه ، وجندياً يحمل مسؤولية الأمير وقدوته .
كانت مأساة حياة البطل أن يموت البطل على فراشه !! ؛ هنالك قال ودموعه تنثال من عينيه : "لقد شهدت كذا و...
وكذا زحفاً ، ومافي جسدي موضع إلا وفيه ضربة سيف ، أو طعنة رمح ، أو رمية سهم ؛ ثم هأنذا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير ، فلا نامت أعين الجبناء" .
مات ولم يترك من تركة سوى فرسه وسلاحه ، وما كان في متاع الدنيا جميعه مايستحوذ على حرصه ..
شيء واحد ، كان يحرص عليه في شغف و ...
واستماتة ، تلك هي قلنسوته ، سقطت منه يوم اليرموك ، فأضنى نفسه والناس في البحث عنها ، فلما عُوتِب في ذلك قال : "إن فيها بعضاً من شعر ناصية رسول الله وإني أتفاءل بها وأستنصر" .
وثوى البطل في مرقده ، ووقف أصحابه في خشوع ، والدنيا من حولهم هاجعة ، خاشعة ، صامته ؛ ولم يقطع الصمت ...