في الإسلام، تعد الحمد والشكر مفهومين مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بالتعبير عن الامتنان والتقدير لله تعالى. ومع ذلك، يوجد بعض الخلاف بين العلماء حول مدى تشابههما أو فرقهما الدقيقة.
يشدد بعض العلماء مثل ابن جرير الطبري على أن الحمد والشكر مترادفان ولا فرق جوهري بينهما. فهم يرون أن "الحمد" يعني "الشكر"، وأن التمجيد والثناء لله يمكن أن يتم باستخدام كلا المصطلحين بشكل متبادل.
غير أن آخرين، بما في ذلك ابن كثير وأبو هلال العسكري وابن القيم الجوزية، يؤكدون وجود تمييز معين بين الاثنين. وفقاً لهذا الرأي، الحمد يشمل كل أنواع الثناء والقيل عن فضائل الله وصفاته، بغض النظر عما إذا كانت ثابتة أو متغيرة. بينما الشكر يتركز فقط على الاعتراف بالعطايا والإحسانات التي منحها الله للمخلوقات. لذلك، فهو أكثر خصوصية من ناحية التطبيق العملي ويمكن أن يتضمن الاعتراف بالنعم المادية والمعنوية بأفعال القلب والكلام والجسد.
ويشدد هؤلاء العلماء أيضاً على أنه رغم الاختلافات التفصيلية، إلا أن الحمد والشكر يجتمعان عندما يتعلق الأمر بالإشادة بالإحسان. إن الاختلاف الرئيسي يكمن في مديات استخدام الكلمات نفسها واتجاه التركيز أثناء التعبير عنها.
وفي نهاية المطاف، تعتبر كلتا المفاهيم جزءاً أساسياً من العقيدة الإسلامية وتعبر عن أهمية التقرب إلى الله عبر الترضي والتقدير لنعمه العديدة المستمرة للأنسانية وللكون برمته.