- صاحب المنشور: الكتاني بن إدريس
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، أصبح الإفراط في استخدام المواد البلاستيكية قضية عالمية ملحة. الاستخدام الواسع للمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد مثل زجاجات المياه والعبوات الغذائية والزخارف أدى إلى زيادة كبيرة في نفايات البلاستيك التي تشكل خطراً كبيراً على البيئة وصحة الإنسان والنظم البيئية البحرية. هذه الظاهرة ليست مجرد عائق أمام الجمال الطبيعي والأجواء الصحية؛ بل هي أيضًا تحدٍ بيئي عميق له تأثيرات طويلة الأمد.
التأثير على المحيطات والأنهار
البلاستيك الذي يُرمى بطريقة خاطئة أو ينتهي به الأمر في الأقنية المائية يشكل تهديداً هائلاً للنظام البيئي البحري. العديد من الحيوانات البحرية تتغذى عن طريق الخطأ على القطع الصغيرة من البلاستيك أو تلتوي في الأكياس والبلاستيك الأخرى مما يؤدي غالباً إلى الموت. وفقًا لمؤسسة World Wildlife Fund, يوجد أكثر من خمسمائة مليون طن من البلاستيك في محيطات العالم الآن، وهذا الرقم يتوقع زيادته بنسبة 10% كل عام إذا استمر الوضع كما هو عليه حالياً.
المتطلبات القانونية الدولية
بسبب الضغط المجتمعي والوعي المتزايد بالمشكلة، قامت المنظمة العالمية للتجارة بإدخال قوانين جديدة لتنظيم إنتاج واستهلاك المنتجات البلاستيكية. وفي يونيو 2019، وقعت 188 دولة اتفاقية حول مراقبة وتدوير المخلفات البلاستيكية بنهاية القرن الحادي والعشرين. هذا الاتفاق يهدف لتحقيق هدف خفض مستوى النفايات البلاستيكية في الماء والمحيطات بمعدل كبير.
الحلول المحتملة
رغم الصعوبات الكبيرة المرتبطة بالتغير الثقافي نحو تقليل الاستعمال اليومي للمنتجات البلاستيكية، هناك عدة حلول محتملة يمكن تنفيذها:
* تقليل الاستهلاك: التحول نحو استخدام حاويات قابلة لإعادة التدوير أو تلك المصنوعة من مواد طبيعية مثل الزجاج والفولاذ وغيرها.
* إعادة التدوير والتخلص الآمن: بناء المزيد من مراكز إعادة التدوير ومرافق المعالجة المناسبة للنفايات البلاستيكية لتقليل الكميات التي تصل إلى البر والبحر.
* التثقيف والتوعية العامة: تعزيز الوعي العام بأهمية الحد من استخدام البلاستيك وتعريف الناس بكيفية التعامل مع النفايات بمسؤولية أكبر.
هذه المشكلة تحتاج إلى جهد مجتمعي كبير وجهد دولي فعّال لتحقيق التغيير اللازم للحفاظ على النظام البيئي والحياة البحرية. إن إدارة النفايات البلاستيكية تعتبر جزءاً أساسياً من تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الصحة العامة للأجيال القادمة.