- صاحب المنشور: إخلاص المنصوري
ملخص النقاش:لقد أصبح التأثير المتزايد للتغيرات المناخية واضحًا بشكل متزايد على البيئة العالمية وعلى قطاع الزراعة تحديداً. هذه الحركة نحو الاحتباس الحراري تساهم في ظهور ظواهر جوية غير مسبوقة مثل موجات الحر الشديدة، الجفاف الذي طال أمده، والفيضانات المفاجئة. كل هذه الأحداث لها عواقب وخيمة على الإنتاج الزراعي العالي القيمة التي تعتمد بشكل كبير على الظروف البيئية الثابتة نسبياً.
تقدر الأمم المتحدة أن تغير المناخ سيؤدي إلى انخفاض إنتاج الغذاء بنسبة تتراوح بين 2-3% لكل درجة مئوية زيادة في درجات الحرارة العالمية. هذا الانخفاض ليس مجرد خطر اقتصادي بل هو تحدي غذائي عالمي محتمَل يهدد الأمن الغذائي لملايين الأشخاص حول العالم. بالإضافة إلى ذلك, قد يؤثر تغير المناخ أيضًاعلى توزيع المحاصيل, مما يعني فقدان بعض المناطق لفرصة زراعة أنواع معينة من النباتات بسبب عدم توافقها مع الوضع الجديد للمناخ.
التكيف والاستجابة
للحد من هذه الآثار المحتملة وتأمين الإنتاج المستدام للغذاء، هناك حاجة ملحة لتبني استراتيجيات فعالة للتكيّف. تشمل هذه الاستراتيجيات تطوير أصناف جديدة من النباتات أكثر مقاومة للظروف الجوية المتطرفة، استخدام تقنيات الري الذكية للحفاظ على المياه أثناء فترات الجفاف، وإدخال أنظمة حماية ضد الفيضانات والحرائق. كما يُشجع أيضاً على دعم البحوث العلمية لفهم أفضل لكيفية تأثير تغير المناخ على مختلف بيئات الزراعة وكيف يمكن التعامل معه بطريقة علمية مدروسة.
كما يتطلب الأمر تحولاً كبيراً في السياسات الحكومية والدعم الدولي لتحقيق الانتقال نحو نموذج زراعي مستدام قادر على الصمود أمام تغيرات المناخ. وهذا يشمل تقديم الدعم الفني والمالي للمزارعين الصغيرة خاصة الذين غالبا ما يكونوا الأكثر عرضة لأخطار تغير المناخ.
من الواضح أنه بينما نتواصل في مواجهة تحديات تغير المناخ فإن دور القطاع الزراعي لن يقل أهمية أبداً. فالإدارة الناجحة لهذه التحديات ستكون ضرورية ليس فقط لصالح الاقتصاد العالمي ولكن أيضا للأمن الغذائي للسكان.