#اليومالعالميللقصه_القصيره
دخلت امرأة على الخليفة هارون الرشيد؛ فقالت المرأة: يا أمير المؤمنين، أقرّ الله عينيك، وفرّحك بما أتاك، وأتمّ سعدك، لقد حكمت فقسطت، زادك الله رفعة
فغضب الرشيد وقال من تكونين ؟
فقال الرشيد: أتدرون ما قالت هذه المرأة؟
فقالوا: ما نراها قالت إلا خيراً.
قال: ما أظنكم فهمتم ذلك .. أما قولها: أقرّ الله عينيك، أيّ أسكنها من الحركة، وإذا سكنت العين عن الحركة عُميت.
وأما قولها: وفرحك بما أتاك، فأخذته من قوله تعالى: " حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً"
وأما قولها: وأتمّ الله سعدك، فأخذته من قول الشاعر:
"إذا تم أمر بدا نقصه .. ترقب زوالا إذا قيل تم".
وأما قولها: لقد حكمت فقسطت، فأخذته من قوله تعالى " وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا"
وأما قولها: زادك الله رفعة، أرادت به قول الشاعر:
"ما طار طير وارتفع .. إلا كما طار وقع".
فتعجب الحاضرون من ذلك، وأثنوا على فصاحته