من الحاجات الجميلة إللي قريتها النهاردة..
قال الربيع بن خيثم لامرأته: اصنعي لنا خبيصاً !
( الخبيص هو أكله تتكون من الطحين المحمص، والسكر أو العسل، والتوابل. معروفة في الخليج) ولأنها أكلة شاقة في طبخها، لذيذة في طعمها،ظنَّتْ أنه سيدعو إلى طعامهْ أحد الأعيان،فعادَ ومعه رجل مجنون !!
فجعلَ يسكبُ له ويطعمه، ولعاب الرجل يسيل،فلما ذهبَ الرجل المجنون من عنده،
قالتْ له امرأته: تكلّفنا وصنعنا، وما يدري هذا ما أكل !!
فقال لها: ولكن الله يدري !
يا الله..تأملها جيداً..ولكن الله يدري !!
فاعمل لوجه الله ولا تنتظِرْ عوضاً ولا مديحاً،لن يضرك أن لا تُسلط عليكَ الأضواء،
وأن لا تنال التصفيق،أساساً كل شيء علِمَ به الناس،
كان أدعى أن يداخله الرياء والعُجب،وما داخله الرياء ذهبَ أدراج الرياح !
فإنه يهزني عميقاً حديث للنبيِّ ﷺ أخبر فيه أن كل نبي يأتي يوم القيامة بمن آمنوا معه،وعدَّ أعداداً كبيرة وصغيرة،
ثم قال: ويأتي النبيُّ وليس معه أحد !!
تخيّلْ معي هذا المشهد نبيٌّ مؤيد بالوحي،دعا، وتعبَ، وبيّنَ، ووضَّح، ودلَّ، وتحبّب،ونصحَ، وصدقَ، وصفحَ، وغفرَ،ولم يؤمن به أحد !!
ولكنه يُحشر يوم القيامة في زمرة الأنبياء،لأنه كان يعملُ لوجه الله !
أما الأتباع،والنتائج،والتصفيق،والمديح فللهِ،إن شاءَ أعطاها للعبد وإن شاء منعها عنه !
اعمل لوجهٍ الواحدٍ يكفيكَ الوجوه كلها !
الصدقة التي ليست للهِ لا حاجة للهِ بها،وجبر الخاطر تبتغي من ورائه أجراً في الدنيا،أتلفتَ فيه أجركَ في الآخرة !
وزيارة المريض للمنفعة، قعودك في بيتك كان خير منها !
فأن لا يعمل المرء خيراً ونيته خير،
خير من أن يعمل صالحاً ونيته سوء !