حكم قول الزمن غدار: بين الإباحة والتحريم

التعليقات · 0 مشاهدات

لا يجوز قول "الزمن غدار"؛ لأن الزمن لا تصريف له للأمور، وإنما الذي يصرفه ويدبر أمره هو الله وحده لا شريك له. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب ال

لا يجوز قول "الزمن غدار"؛ لأن الزمن لا تصريف له للأمور، وإنما الذي يصرفه ويدبر أمره هو الله وحده لا شريك له. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر، لأن هذا السب سيعود في حقيقته إلى الله، تعالى الله عن ذلك.

وقد سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن هذه العبارات: "هذا زمان أقشر"، أو "الزمن غدار"، أو "يا خيبة الزمن الذي رأيتك فيه"، فأجاب بأن هذه العبارات تقع على وجهين:

1. أن تكون سبا وقدحا في الزمن: فهذا حرام ولا يجوز؛ لأن ما حصل في الزمن فهو من الله عز وجل، فمن سبه فقد سب الله، ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر، بيدي الأمر أقلب الليل والنهار".

2. أن يقولها على سبيل الإخبار: فهذا لا بأس به، ومنه قوله تعالى عن لوط عليه الصلاة والسلام: "وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ" أي شديد، وكل الناس يقولون: هذا يوم شديد. وهذا يوم فيه كذا وكذا من الأمور، وليس فيه شيء.

أما قول: "هذا الزمن غدار"، فهذا سب؛ لأن الغدر صفة ذم ولا يجوز. وقول: "يا خيبة اليوم الذي رأيتك فيه" إذا قصد يا خيبتي أنا، فهذا لا بأس فيه، وليس سبا للدهر، وإن قصد الزمن أو اليوم فهذا سب فلا يجوز.

والله أعلم.

التعليقات