- صاحب المنشور: العبادي بن ساسي
ملخص النقاش:
لقد جعلت الثورة الرقمية الحالية التأثير الذي تحدثه التكنولوجيا على الصحة النفسية موضوعًا حيويًا. من جهة، توفر الأدوات والمنصات الرقمية فرصاً كبيرة لتحسين الوصول إلى الخدمات العلاجية والدعم النفسي، بالإضافة إلى تقديم أدوات قوية للتوعية الذاتية والمراقبة الصحية. ومن الجانب الآخر، هناك تحديات مرتبطة بالتأثيرات الثقافية، الخصوصية والأمان، والإدمان المحتمل على هذه التقنيات القائمة على الإنترنت.
الفرص
- زيادة الوصول: تتيح المنصات عبر الإنترنت خدمات استشارية نفسية متاحة 24/7 ولا تتطلب حضور شخصي. هذا يجعل الاستشارة والنصح متاحين لأولئك الذين يعيشون في مناطق نائية أو لديهم مشاغل زمنية.
- التطبيقات الرقمية: العديد من التطبيقات الذكية تقدم تمارين لتخفيف الضغط العصبي، حالات تأمل موجهة، وأدوات لمراقبة النوم والطعام - كلها عناصر مهمة للصحة النفسية الجيدة.
- الذكاء الاصطناعي: يمكن لروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي مساعدة الأشخاص في التعامل مع المشاعر الصعبة وتقديم نصائح عامة حول إدارة الضغوط اليومية.
- الدورات الإلكترونية: توفر الكورسات عبر الإنترنت مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بصحة الإنسان النفسية والعقلانية مثل التدريب على اليقظة الذهنية والتواصل الفعال وغيرها الكثير.
التحديات
- تأثيرات ثقافية: قد تكون بعض المفاهيم المرتبطة بالتقنية غير مقبولة ثقافياً أو دينية، مما يؤدي إلى تقليل استخدام تلك الأجهزة بين فئات سكانية معينة.
- مشكلات خصوصية وأمان البيانات الشخصية: تعتمد معظم البرامج الرقمية على جمع وتحليل بيانات المستخدم، وهذا يعرض الأفراد للمخاطر الأمنية ومشاكل انتهاك الخصوصية.
- الإدمان على الشاشات: الاستخدام الزائد للأجهزة الرقمية يقود في كثير من الأحيان لإدمان الشاشة وفقدان القدرة على التركيز خارج العالم الرقمي - وهو أمر له عواقب صحية خطيرة طويلة المدى.
هذه المحادثات تثبت أنه بينما تستثمر التكنولوجيا مستقبل رعاية الصحة النفسية بطرق مبتكرة ومتعددة، فإن فهم الآثار الإيجابية والسلبية لهذه التحولات ضروري لصياغة سياسة حوكمة شاملة تساعد الجميع للاستفادة القصوى منها بكل سلام وأمان.