لم تكتمل فرحتها بابنها والممرضة تضعه بين يديها حال ولادته، ابتسمت ثم سريعا عقدت حاجبيها مفجوعة وأخذت تفرك جبين الرضيع بقوة ، انتبهت لها الممرضة وهرعت إليها وانتزعت الرضيع منها ، ظلت تصرخ وتشير إلى وجهه..
كان الأب للتو قد دخل الغرفة مسرعا بعد أن سمع الصراخ في الممر، رمى باقة الورد من يده وأخذ طفله من الممرضة التي تحاول تهدئة الجميع، ينظر إلى زوجته المفجوعة تشير بإصبعها إلى الرضيع وتتمتم ( جبهته، جبهته ). نظر الأب في وجه طفله القطني والمغمض العينين يحاول أن يجد ما تشير إليه زوجته.
تركتهم الممرضة وهي تردد ( كريزي ، كريزي )، محتضنا طفله يقترب من زوجته وهي تنفر وترجع للوراء وتنظر برعب إليه، يقربه أكثر يحدثها ( هذا هو بخير . ايش فيك؟ ) تهدأ تقترب من زوجها تتلمس جبين طفلها تخبيء وجهها بين يديها وتجهش بالبكاء.
لحظات قليلة قبل أن يدخل الطبيب بصحبة الممرضة، وضحى على السرير تبكي وسعد جالسا بجانبها على طرفه حاضنا الرضيع ويقبل رأسها ويقرأ عليها وعلى ابنه بعض الأذكار، ( ايش الحاصل؟ ) أول كلمات الطبيب المتجهم بعد يوم عمل شاق، ( مدري يا دكتور ) يرد سعد وهو يلف بذراعيه رضيعه الهاديء رغم الصخب.
تناول الطبيب الطفل من يدي سعد، بدأ بتفقده وهو يستمع للممرضة تخبره باللغة الانقليزية عن ما فعلته الأم بجبينه، لاحظ إحمراره لكثرة فرك وضحى، التفت لـ سعد ( الولد سليم الحمدلله، لكن ناخذه للحضانة نطمنأكثر) ثم اقترب من سعد ( يمكن تعاني من صدمة ما بعد الولادة ) بكلم المختصة تشوفها