ثريد ممتع ل [قصة الحارث بن سعيد الدمشقي الكذاب الذي كان يعبد الله ، ثم فتن في دينه وادعى
النبوةحتى دعا الناس إلى تصديقه فتبعه خلق كثير]
قال ابن كثير رحمه الله :
قال أبو بكر بن أبي خيثمة :ثنا عبد الوهاب بن نجدة الخولي ،حدثنا محمد بن مبارك
ثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن حسان
قال: كان الحارث الكذاب من أهل دمشق
، عرض له إبليس وكان رجلا متعبدا زاهدا ، لو لبس جبة من ذهب لرييت عليه الزهادة
والعبادة ، وكان إذا أخذ في التحميد لم يسمع السامعون مثل تحميده ، ولا أحسن من كلامه، فكتب إلى أبيه : يا أبتاه إعجل علي، فإني قد رأيت أشياء >>>
أتخوف ان يكون الشيطان قد عرض لي
قال : فزاده أبوه غيا على غيه ، فكتب إليه أبوه : يا بني ، أقبل على
ما أمرت به فإن الله تعالى يقول : (هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك
أثيم) ولست بأفاك ولا أثيم ، فامض لما أمرت به
فكان يجيء إلى أهل المسجد رجلا رجلا >>
فيذاكرهم أمره ، ويأخد عليهم العهد والميثاق ، إن هو يرى مايرضى : قبل ، وإلا كتم عليه .
قال : وكان يريهم الأعاجيب ; كان يأتي إلى رخامة في المسجد ، فينقرها بيده
فتسبح تسبيحاً بليغاً ، حتى يضج من ذلك الحاضرون
قلت [ القائل هو الحافظ ابن كثير : وقد سمعت شيخنا العلامة أبا العباس ابن تيمية ،
رحمه الله ، يقول: كان ينقر هذه الرخامة الحمراء التي في المقصورة : فتسبح ، وكان زنديقا.
قال ابن أبي خيثمة في رواية : وكان الحارث يطعمهم فاكهة الشتاء في الصيف ، وفاكهة الصيف في الشتاء