الأفضل عند دفع الزكاة المفروضة هو إظهارها وإعلانها، وذلك لأسباب عدة. أولاً، يقتدي الآخرون بمن يظهر إخراج الزكاة، مما يشجع على العمل الصالح. ثانيًا، يمنع هذا الظن السيء بأن الشخص لا يؤدي زكاته. ومع ذلك، إذا خشي الشخص على نفسه من الرياء أو كان هناك خطر إيذاء الفقير، فالأفضل حينئذٍ الإسرار بالزكاة.
يمكن الجمع بين المصلحتين من خلال إظهار بعض الزكاة وإسرار بعضها الآخر حسب المصلحة المترتبة على ذلك. يرى العلماء أن إظهار إخراج الزكاة يستحب مطلقًا، وهو أفضل من إسرارها، خاصة في الفرائض. أما في صدقة التطوع، فالأفضل هو الإسرار بها، مثل الصلاة النافلة التي تستحب في البيت.
يذكر ابن بطال أن إعلان صدقة الفريضة أفضل من إسرارها، وأن إسرار صدقة النافلة أفضل من إعلانها. ويؤكد الطبري على أن إظهار الواجب أفضل. وبالتالي، فإن إظهار الزكاة المفروضة هو الأفضل عمومًا، مع مراعاة الاعتبارات الأخرى مثل الرياء والإيذاء المحتمل للفقير.
والله أعلم.