مكياج الروح: نحو دعوة إيمانية بلا خداع ولا ابتذال

التعليقات · 0 مشاهدات

في ظل انتشار العديد من الرسائل والمؤلفات ذات الطبيعة الدينية، تبرز ضرورة إعادة النظر في طرقنا للتواصل مع المجتمع فيما يتعلق بالقيم الإسلامية والأخلاق

في ظل انتشار العديد من الرسائل والمؤلفات ذات الطبيعة الدينية، تبرز ضرورة إعادة النظر في طرقنا للتواصل مع المجتمع فيما يتعلق بالقيم الإسلامية والأخلاق الحميدة. إحدى تلك النصائح المقترحة تحت عنوان "مكياج يدخل صاحبته الجنة" تُثير تساؤلات عديدة بشأن نهجيتها وتأثيرها المحتمل. وبناءً على ذلك، يأخذنا التحليل التالي في رحلة لتقييم فعالية مثل هذه المواضيع وكشف جوانبها المثيرة للقلق.

يتناول جواب المفتي عدة نقاط أساسية تتطلب التأمل العميق. أولى هذه النقاط هي استخدام لغة غير مباشرة وغير مناسبة عندما يتم وصف الصدق بأنه يمكن دمجه في المكياج عبر الشفتين بدلًا من اللسان - حيث أن صدق الحديث يرتبط بشكل واضح باستخدام اللغة وليس بإجراء عمليات تجميل خارجية للشفة! كذلك الأمر بالنسبة للحياء؛ فهو حالة نفسية داخلية وليست ظاهرة خارج الجسم كما يوحي البيان. بالإضافة لذلك، يشير المستشار إلى خطورة اعتبار الاستغفار مجرد طريقة لغسيل الذنب المتصور لدى الشخص الواحد بينما يعتبره الدين عملاً دينياً شاملاً لكل نواحي العبادات والتزاماتها.

ومن بين الانتقادات الأخرى لأسلوب الخطاب هذا عدم اتباع النهج القرآني والسُّنَّة النبوية بصراحة ودقة مما قد يؤدي لاستخدام عبارات مبتذلة ولعب دورٍ مسرحي باهت سياسي/اجتماعي بحجة الترويج للأخلاق والإسلام. وهذا يعود لقصور الرؤية الثقافية والفقهية عند البعض عند التعامل مع أدوات الاتصال الحديثة والتي يجب فهمها ضمن إطار شامل قائم على تعاليم دينه وشريعته المقدسة.

وعلى الرغم من حسن نيتهم الظاهر, تبقى حقيقة انعدام وجود موازين واضحه ومتينة تقوم بها دوائر الإرشاد والدعاة مؤسسية للجودة والكفاءة العلمية والنظرية للمحتويات المختلفة بما يسمح بمراقبة نوعية الخطاب العام ومعاييره الأدبية العامة قبل نشره أو اعتماده كتوجهات رسمية للسلوك الاجتماعي والعقائدي للإنسان المسلم. وفي النهاية فإن القرآن الكريم وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهران طريق الحق والخير بكل سهولة وعظمة بدون الحاجة لمثل هؤلاء التصورات المؤقتة المزعومة للاستحضار الروحاني المصطنعة دائماً بتكاليف مادية رخيصه المصدر وفاسدة المضمون أيضاً. فلنحافظ إذًاعلى هيبتهم ونقدر قدرهما حق قدرهما وثبات ثباتهما.. فهذا خير دليل وصلاح صلاح مصبح سبيلكم جميعكم إنه لمن الخير الكثير بإذن الله تعالى وفضله الكبير المبين رؤوفاً برحمته لعباده الموحدين سبحانه وتعالى جلَّ جلالُه وفوق كل شيء قديرٌ بحسن حكماته وعلمه الرحماني الجميل يا أكمل الناس خلقًا محمد وآله الطيبين الطاهرين عليهم أفضل السلام وأتم التسليم آمين يارب العالمين.

التعليقات