في الشريعة الإسلامية، يُباح تنظيم الاحتفالات والاحتفال بالمناسبات السعيدة مثل الزواج، ولادة طفل جديد، عودة المسافر، وحصول شخصٍ ما على فرصة عمل جديدة. ومع ذلك، يجب الحرص على أن تكون هذه الاحتفالات مخصصة لهذه المناسبات المحددة فقط، دون تكرارها بشكل سنوي مما يشابه الاحتفال بالعطل الرسمية. فعلى سبيل المثال، لا ينصح بإقامة احتفال خاص بيوم الميلاد السنوي للشخص أو الذكرى السنوية لزفافه. إن فعل ذلك قد يقود إلى اعتباره نوعاً من "العيد"، وهو أمر لم يرخصه الدين الإسلامي خارج أيام العيد الرئيسية التي حددها الله تعالى وهي عيد الفطر وعيد الأضحى ويومي الجمعة الأسبوعي.
يشجع علماء الدين على التعبير عن الفرح والسعادة بطرق مناسبة عندما تنشأ فرص سعيدة، لكن بشروط واضحة. أولاً، تجنب الإسراف والتكلفة المبالغ فيها؛ سواء كان الأمر يتعلق باستهلاك طعام كبير يفوق الاحتياجات اليومية المعتادة، أو دعوة عدد هائل من الضيوف لقضاء الوقت في الترفيه والاستجمام بدلاً من التركيز حقاً على الحدث الرئيسي للاحتفال.
وفي السياق ذاته، فإن ارتباط تلك التجمعات الاجتماعية بتواريخ محددة خلال فترة كريسماس ليست مسألة تطعن شرعيتها الأصلية إذا كانت نيتك منها مبنية أساسياً على ابتهاج بالنعم الجديدة بدلاً من التقليد الروحي المرتبط بهذا الموسم الغربي المسيحي تحديدياً. يؤكد العديد من الفقهاء المعاصرين مثل العالم الفقيد محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أن هذه الرؤية تعكس روح التسامح والمعتدل ضمن العقيدة الإسلامية فيما يتعلق بالتقاليد الثقافية المحلية والتفاعلات المجتمعية الطبيعية. وبالتالي يمكن القول بأن وجود حدث اجتماعي سعيد خلال الفترة نفسها لأحداث دينية غربية أخرى ليس خطيئة مادامت نواياه نقية ومبتعدة تمامًا عن مجاملة أي عبادة غير عبادة رب الأرض والسماوات جل وعلى.