- صاحب المنشور: وديع الشاوي
ملخص النقاش:كان للوباء العالمي كوفيد-19 تأثير هائل ومتعدد الجوانب على اقتصاديات الدول حول العالم, ولا تشكل الدول العربية استثناء. فقد أدى الوباء إلى توقف كبير في الأنشطة التجارية والسياحية والخدمات اللوجستية التي تعتبر عصب الحياة بالنسبة لهذه البلدان. ومن أهم التأثيرات الاقتصادية لهذا الفيروس يمكننا تسليط الضوء على ما يأتي:
تراجع قطاع السياحة
يمثل القطاع السياحي مصدر دخل رئيسي لكثير من دول الشرق الأوسط بسبب موقعها الاستراتيجي وثراء تراثها الثقافي والتاريخي. ولكن مع فرض القيود الدولية وإغلاق الحدود خشية انتشار الفيروس, انخفض عدد الزوار بشكل حاد مما نتج عنه خسائر كبيرة لشركات الطيران والفنادق والمؤسسات المرتبطة بهذا المجال.
تأثير الصدمات النفطية
إن معظم economies العربية هي مُصدّرة للنفط الخام أو المنتجات النفطية الأخرى. وبسبب التباطؤ الاقتصادي الذي سببه الوباء وتراجع الطلب على الطاقة عالمياً، هوت أسعار النفط مما شكل ضربة قوية لموازنة تلك البلدان المعتمدة بشكل كبير على إيراداته لتحقيق العجز الحكومي وخفض نسبة البطالة.
معاناة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم
في حين تأثر جميع القطاعات بالانكماش الاقتصادي الناجم عن كورونا, إلا أنها كانت أكثر وطأة على الشركات صغيرة وكبيرة الحجم حيث واجه الكثير منها خلافاً أمام القدرة على البقاء واقفاً نتيجة للقيود المفروضة وعدم قدرتها على التحول الرقمي بسرعة لتلبية متطلبات العمل عن بعد.
تعزيز الخدمات الإلكترونية
من جهة أخرى ظهرت بعض الفرص الإيجابية داخل هذا المنحنى التقني الجديد مثل زيادة الاعتماد على التجارة الإلكترونية والحلول عبر الإنترنت والتي توفر خيارات أمان أكبر للمستهلكين كما تقلل الاحتكاك الشخصي بين الأشخاص وهذا يساهم أيضا بتعزيز فرص عمل جديدة ضمن مجال التقنية.
وفي نهاية المطاف يظل تحديث سياسات الصحة العامة واستدامة شبكة الأمن الاجتماعي هما الأساس لبناء طريق الانتعاش الاقتصادي للدول المتضررة خلال وبعد جائحة Covid-19 العالمية. إن حسن إدارة هذه الفترة الحرجة سيقرر مدى سرعة التعافي وقوة القدرات المستقبلية لكل دولة عربية.