- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
مع تزايد عدد سكان العالم وتغير المناخ، تواجه البشرية تحديًا كبيرًا يتمثل في أزمة المياه. هذا القلق العالمي ليس مجرد نقص مؤقت؛ بل هو حالة مستدامة تتطلب حلولاً مبتكرة ومستدامة. وفقًا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2021 حول موارد المياه، فإن حوالي مليار شخص يعيشون بدون مياه آمنة للشرب، بينما يواجه أكثر من ثلاثة مليارات آخرين ندرة مائية خلال فصل الصيف على الأقل. هذه الأزمة ليست مقتصرة على البلدان الفقيرة فحسب، حيث تشهد حتى الولايات المتقدمة مثل كاليفورنيا وأجزاء من الهند والصين حالات جفاف متكررة أدت إلى فرض قيود حادة على استخدام الماء.
**التحديات الرئيسية:**
1. تغير المناخ:
يتسبب الاحتباس الحراري في تغيرات كبيرة في أنماط هطول الأمطار، مما يؤدي إلى زيادة فترات الجفاف والفيضانات المفاجئة التي تضر بنظم الري الزراعية البالية بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، يتسبب ذوبان القمم الجليدية القطبية بسرعة غير مسبوقة في ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يهدد مناطق واسعة بشبه جزيرة سيناء والساحل الشرقي لأفريقيا وغيرها.
2. الاستخدام غير الفعال للمياه:
على الرغم من توفر كمية كافية من المياه العذبة عالمياً، إلا أنها غالبًا ما تكون موزعة وعديمة الوصول إليها بسبب سوء الإدارة والاستخدام غير الفعال للمنابع المعتمدة عليها حالياً. يشكل الزرع الكثيف زراعياً أكبر استهلاك للمياه -حوالي 70% من جميع المياه المستخدمة تجارياً- وغالبًا ما يحدث ذلك بطرق تقليدية تعتمد بكثافة على اليد العاملة ولا تستغل تكنولوجيا الحفاظ الحديثة.
3. التلوث والتلوث الناجم عنه:
تلحق عمليات التصنيع وانتشار الصناعات الضارة الضرر بالمياه عبر تصريف المواد الخطرة والأسمدة والمبيدات الحشرية والتي تؤثر سلباً على صحة الإنسان والنظم البيئية المحلية مع الوقت وبشكل تراكمي خطر للغاية!
**الحلول المقترحة:**
- تعزيز الرقابة الحكومية وتوفير الدعم المالي لحماية وصيانة مصادر المياه الطبيعية وتعهداتها مقابل الاعتراف بحقوق الأفراد والجماعات المستفيدة منها.
- تطوير شبكات إيصال حديثة تسمح بتوزيع أفضل واستهلال أقل لموارد المياه بين المناطق المختلفة داخل الدول الواحدة وخارجها أيضًا إن اقتضى الأمر وذلك باستخدام وسائل نقل فعالة وآمنة بنسبة ١٠٠%.
- تطبيق سياسات معمول بها منذ عقود طويلة لكن تم إهمال كثير منها أخيرا وهي "إعادة التدوير" وإعادة الاستعمال مرة أخرى لكل قطرة مياه بعد الانتهاء مباشرة لها مهما كانت طريقة الحصول عليها سواء بالتقطير أو الفيضان أو الترشيح تحت الأرض... إلخ .
- التشجيع على اعتماد أنظمة ري ذات كفاء عالية مثل تلك المبنية حول نظام PermaCulture الذي يقوم بزراعة أشجار مثمرة دون أي احتياج لإضافة مواد كيماوية أثناء عملية نموها بفضل خصائص تربتها الطينية الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية اللازمة لبقاء النباتات حية ومنتجّة لفترة طويلة نسبيا بالمقارنة بأنواع الزراعة التقليدية الأخرى الأكثر عرضة للجفاف وقسوة الظروف المناخية عموماً .
ومن الجدير ذكره هنا أنه وفي حين قد تبدو بعض الحلول المطروحة مكلفة مبدئياً ، إلا ان معظمها سيؤتي ثمارا مجزاة لو تحقق تدريجيا وستكون عائده اقتصاديا واجتماعيا هائلة نظرا لاحتمالات تحقيق الأمن الغذائي والدوائي وتحقيق ازدهار مجتمعات كاملة خاصة وإن كانت ضمن بيئات ريفيه تعتبر المصدر الاساسي للغذاء الخام للعاصمة المركزية للدولة كما حصل لدينا نحن العرب القدماء حيث انتقلت حضارتنا الاولى لنهر النيل المصري تحديدآ !