- صاحب المنشور: مها بن زيدان
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدت منطقة الشرق الأوسط تحديات متزايدة بسبب ندرة موارد المياه والعلاقة الحاسمة بينها وبين الأمن الغذائي. مع تزايد السكان والنمو الاقتصادي، يواجه العديد من البلدان في المنطقة مستويات أعلى من الطلب على المياه والموارد الزراعية. هذا الوضع الحرجة يجبرنا على إعادة النظر في السياسات الزراعية والاستراتيجيات لمكافحة الجوع وفقر الغذاء ضمن حدود توافر المياه.
التحديات الرئيسية:
نقص المياه في زمن الندرة: تعتمد المنطقة بشكل كبير على الرياح الموسمية التي قد تكون غير منتظمة وغير موثوق بها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستخدام المكثف للمياه لأغراض الصناعة والدخل البشري يساهم أيضاً في نقص الرطوبة المتاحة للزراعة. هذه المشكلة تتفاقم بسبب تغير المناخ الذي يؤدي إلى زيادة حدة الظروف الجوية القاسية مثل الجفاف والأعاصير.
التحول نحو المحاصيل ذات الكفاءة الأعلى في استخدام المياه: لتحسين كفاءة استخدام المياه، هناك حاجة ماسة لتبني تقنيات ري مبتكرة وأساليب جديدة لزراعة محاصيل أكثر مقاومة للجفاف وقادرة على تحمل تغيرات درجات الحرارة. تشمل الأمثلة: استخدام نظم الري بالتنقيط، تطوير أصناف المحاصيل عالية الإنتاج بمعدلات أقل من الرطوبة، واستخدام الطاقة الشمسية لإدارة أنظمة الري الذكية.
دور السياسة والحوكمة: دور الحكومات والجهات المنظمة سيكون حيويًا في وضع سياسات تحفز التحول نحو ممارسات زراعية مستدامة. يمكن تحقيق ذلك عبر تقديم الدعم الفني والمالي للأبحاث الزراعية، وضمان الوصول العادل للمزارعين الصغار إلى الأسواق والتكنولوجيا الحديثة. كما ينبغي العمل على تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص للاستثمار في مشاريع إدارة المياه وإعادة تدويرها.
الحلول المقترحة:
- استخدام نظام تخطيط المياه الموحد: إنشاء نظام شامل يتضمن كل جوانب إدارة المياه - من جمع البيانات حول المعروض والطلب حتى اتخاذ القرارات بشأن تخصيص الموارد. سيسمح هذا النظام بتحديد الأولويات بناءً على الاحتياجات الملحة لكل قطاع سواء كان صناعياً أو زراعياً أو منزلياً.
- تعزيز البحث العلمي والتكنولوجي في مجال الزراعة المستدامة: دعم الجامعات والمعاهد البحثية لتطوير تقنيات وزراعة محسنة تساهم في تعظيم إنتاج الغذاء باستخدام كميات أقل من الماء.
- تحسين كفاءة شبكات نقل وتوزيع المياه: الحد من الفاقد أثناء عملية نقل مياه الري وتحسين فعالية توصيل تلك المياه مباشرة لنباتاتها المستهدفة.
- تشجيع المجتمع الدولي على المساعدة المالية والفنية: طلب الدعم الدوليين لمساعدتنا في مواجهة هذه التحديات الواضحة أمامنا والتي تهدد مصدر رزق ملايين الأشخاص هنا وفي جميع أنحاء العالم العربي الكبير عموما والخليجي خصوصا .
وفي النهاية ، يعد التعامل مع أزمات المياه أمر ضروري لبناء مستقبل مزدهر للغذاء ومستقر اقتصاديًا لمنطقة الشرق الاوسط . ولابد من عمل جماعي عالمي وعربي وخليجي ودولي للتغلب علي هذه المصاعب المستمرة بلا هوادة ولا تأجيل !