(مصعب بن عمير - فتى قريش المدلل )
" انظروا ماذا فعل الايمان بصاحبكم"
كان رقيق البشرة، حسن الشعر، جميل الوجه، تحدثك عنه شوارع مكة وطرقاتها، ونواديها.
تحدثك عنه مكة بأسرها.. بشبابها الذين كانوا يغبطونه على عيشه، وبفتياتها اللائي طالما تمنين مثله... https://t.co/FlCDZwVlFB
كان يلبس أرق الثياب وأنعمه، ويطيب أزكى الطيب وأحسنه، وما عرفت مكة منعما مثله شبابا وجمالا، وحسنا وبهاء، وتنعما ودلالا حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ما رأيت بمكة أحدا أحسن لمة، ولا أرق حلة، ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير].
أسلم وكتم الفتى إسلامه خوفا من بطش أمه وعشيرته.. ولكن عبير المسك لابد أن يفوح.. فرآه بعض قومه "عثمان بن طلحة " يصلى، فأخبر أمه فكادت أن تجن، وكاد عقلها أن يطيش..
حاولت معه!! اطلب ما تريد، سل ما تشاء، أي شيء لكن
اترك دين محمد!!
أقسمت عليه لئن لم تترك هذا الدين لأقفن تحت حر الشمس لا أستظل ولا آكل ولا أشرب ولا أمتشط حتى تتركه. وكان من أبر الناس بها، وكانت من أحب الناس إليه. ووقفت تحت لهيب الشمس الحارقة حتى غشي عليها مرات ويحملونها للبيت، ولكن الفتى هو الفتى.
فلما رأت ثباته أدركت أن سياسة الترغيب والاستعطاف لا تجدي، فقلبت له ظهر المجن، أمرت به فحبس في ركن من أركان دارها، سلبته كل ما أعطته، وحرمته من كل النعيم الذي عليه أغدقته، ومنعت عنه كل ما يحتاج إليه، جوعته وعذبته أشد أنواع العذاب؛ حتى تغير لونه، وذهب لحمه، وأنهك جسده.