- صاحب المنشور: هبة الحساني
ملخص النقاش:
في عالم يتجه بسرعة نحو التحول الرقمي، أصبح موضوع التوازن بين استخدام التكنولوجيا واحترام الخصوصية أكثر أهمية اليوم أكثر من أي وقت مضى. مع انتشار البيانات الضخمة وتطور الذكاء الاصطناعي والأتمتة، قد يجد الأفراد والشركات نفسها في مواجهة تحديات غير مسبوقة تتعلق بالمعلومات الشخصية وأمنها. هذا المقال يستعرض هذه القضايا ويقدم حلولاً محتملة لتحقيق توازن أفضل.
المشكلات الرئيسية
- جمع واستخدام البيانات: الشركات الكبرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع التجارة الإلكترونية تجمع كميات هائلة من بيانات المستخدمين عبر الإنترنت دون علمهم غالبا أو بموافقة ضعيفة الفهم. يمكن لهذه البيانات أن تكشف معلومات حساسة حول حياة الأشخاص الاجتماعية والثقافية والصحية وغيرها مما يثير مخاوف بشأن خصوصيتهم.
- الأمان السيبراني: مع ازدياد الاعتماد على الأنظمة الإلكترونية لإدارة الأعمال والمالية والمستندات الصحية وما إلى ذلك، زادت أيضا احتمالات الهجمات السيبرانية التي تعرض المعلومات الحساسة للخطر. هدف العديد من الجهات الخبيثة هو الحصول على بيانات شخصية قابلة للتجارة أو استخدامها لابتزاز الضحايا.
- التنميط الشخصي والاستهداف الإعلاني: يمكن لتقنيات التعلم الآلي تحليل سلوك المستخدمين واتجاهاتهم وشخصياتهم بناءً على تصفح الإنترنت والتفاعلات الأخرى عبر الشبكة العنكبوتية العالمية. بينما تعمل بعض استراتيجيات التسويق المستهدفة بشكل فعال في عرض المنتجات المناسبة لكل مستخدم، فإن البعض الآخر قد ينتهك الحقوق الأساسية للمستخدمين ويسبب اضطراب اجتماعي وفكري لهم.
- القوانين والقواعد الواضحة: رغم وجود قوانين تنظيمية مثل GDPR في أوروبا ولوائح CCPA في كاليفورنيا الأمريكية، إلا أنه مازال هناك فجوات كبيرة بحاجة للإصلاح القانوني الدولي الموحد لحماية حقوق المواطنين والدول فيما يتعلق باستخدام واستغلال البيانات الشخصية. عدم الوضوح القانوني يسمح باستمرار انتهاكات خطيرة تفتقر للحماية الدائمة لمجموعات سكانية كاملة.
الحلول المقترحة
لتثبيت دعائم التوازن المرجو بين رقمنة الحياة الحديثة واحتراما قيمة الاستقلالية الذاتية والخصوصية، نطرح هنا مجموعة مقترحات عملية تستدعي التنفيذ الفوري:
- زيادة التعليم العام: تحتاج المجتمعات إلى تعزيز معرفتها حول تقنيات حماية البيانات وكيفية إدارة المعلومات الخاصة بها عبر الانترنت. حملات توعوية سنوية يمكن أن تساعد الناس بفهم المخاطر الكامنة وراء مشاركة الكثير من البيانات عبر شبكة الانترنيت العالميّة دون احترازاتها الأمنيه اللازمة .
- تشريعات قوية موحدة دولياً: جهود مكثّفة تبذلها المنظمات الدولية كالاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة وغيرهما من المؤسسات ذات العلاقة بتطوير اتفاق مشترك ملزم قانونيًا يحافظ على سلامة وحرمة حق كل فرد بقيمتي الخصوصية والأمن الرقمي بكل جوانب حياته العامة والخاصة .
- استثمار أكبر في التقنية المضادة للأخطار الرقمية: تطوير أدوات برمجية قادرة على رصد ومتابعة نشاط الاحتيال والجرائم المرتبطة بالحوسبة سواء تلك المتصلة بالمستهلك النهائي او متعددة الاطراف والتي تقف خلفها جماعات مجرمة منظمة داخل وخارج حدود الدول وعلى الصعيد العالمي والعابر له أيضاً .
- إشراك شركات الاتصالات والإعلام: دور كبير للشركات العملاقة الناشطة داخل مجال خدمات البريد الصوتي والفيديو وباقي باقات الخدمة الادائية يشمل دعم سياسات تساهلية أقرب إلي الأخلاق منها إلي الرب