- صاحب المنشور: زيدان القاسمي
ملخص النقاش:
التأثير المتزايد للتكنولوجيا الرقمية على الحياة اليومية للبشر ليس خافيا. إن استخدام الأجهزة الذكية والشبكات الاجتماعية وغيرها من الابتكارات التقنية قد غير طرق تواصلهم وتفاعلهم الاجتماعي بشكل جذري. هدف هذه الدراسة هو تحليل الآثار الإيجابية والسلبية لهذه الثورة التكنولوجية على الجوانب المختلفة للعلاقات الإنسانية.
التأثيرات الإيجابية:
- تسهيل التواصل: أدى ظهور الإنترنت والتطبيقات الحديثة إلى جعل الاتصال بين الأفراد أكثر سهولة وكفاءة. يمكن الآن للأصدقاء والعائلات الذين يعيشون بعيدا عن بعضهم البعض البقاء على اتصال مستمر ومشاركة اللحظات الخاصة بمجرد نقرة زر واحدة. كما يساهم هذا في تعزيز العلاقات العاطفية وتحسين الروابط الأسرية حتى مع المسافة الفاصلة.
- إمكانيات التعلم والاستزادة: توفر شبكة العالم الواسعة مجموعة هائلة ومتنوعة من الموارد التعليمية المجانية التي تتيح الفرصة أمام الجميع لتحقيق المزيد من المعرفة والثقافة الشخصية بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو المستوى الاقتصادي. وهذا يعتبر خطوة كبيرة نحو تحقيق مجتمع متعلم ومنفتح.
- دعم الصحة النفسية: خلال فترات الحجر الصحي والعزل بسبب جائحة كوفيد-19، كانت الأدوات الرقمية مثل المؤتمرات المرئية وبرامج الترفيه الإلكتروني أداة فعالة للمساعدة في تخفيف الضغط النفسي وتعزيز الشعور بالانتماء المجتمعي لمن هم منعزلون اجتماعياً لأسباب مختلفة.
التأثيرات السلبية:
- الإفراط باستخدام الشاشة: هناك مخاطر مرتبطة باستمرار استخدام الشاشات الإلكترونية والتي تشمل مشكلات صحية محتملة جسدية وعقلية نتيجة قلة النوم والتعرض الطويل للإشعاعات الزرقاء والإرهاق العقلي الناجم عن الاستخدام الزائد لوسائل الإعلام الاجتماعية والأنشطة عبر الانترنت الأخرى.
- انحسار التفاعل وجهاً لوجه: بينما تقدم التكنولوجيا وسائل جديدة لتبادل المعلومات، فإن ذلك يأتي غالبا بتكلفة انخفاض فرص الاجتماعات الشخصية والحوار الفعلي والمباشر والذي يعد أمرًا حيويًا لبناء علاقات حقيقية عميقة ومتينة.
- السلوك السلبي عبر الإنترنت: يشجع المنتدى المفتوح الذي تقدمه الشبكات الرقمية على انتشار بعض السلوكيات الغير مرغوب فيه كنشر الشائعات، التنمر الإلكتروني، وانتهاك خصوصيات الآخرين مما يضر بصحة البيئة السociale العامة ويؤثر سلباً علي العلاقات البشرية المباشرة خارج العالم الافتراضي أيضًا.
الخلاصة:
بالنظر إلي الاثنين الجانبين، يتضح بأن تكنولوجيا الاتصالات الجديدة لها دور فعال وإيجابي كبير لكن كذلك لها جانب مظلم يحتاج لمراجعة واتخاذ إجراءات وقائية مناسبة لحماية المستخدمين منها خاصة فئات الأطفال والشباب معرضو التأثر الكبير بهذه الظواهر الجديدة . ولذلك ينصح بإعادة تحديد الأولويات واستخدام تلك الوسائل بحكمة ووعي كامل بخطورتها المحتملة لإحداث حالة توازن ترضي جميع الأطراف وتحقق أعلى مستوى ممكن لكلا القيمتين : الكمية والجودة فيما يتعلق بالعلاقة بين الإنسان وصديقه المدني الجديد "العالم الرقمي".