- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
لقد شهد العالم خلال العقود القليلة الماضية انتشاراً هائلاً لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءاً أساسياً من حياة الكثير من الناس حول العالم. بالنسبة للشباب العرب تحديدًا، هذه الوسائل ليست مجرد أدوات للتواصل فحسب، بل هي أيضًا مصدر للمعلومات والترفيه والتعبير عن الذات. ولكن، بينما توفر هذه المنصات مجموعة واسعة من الفوائد، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى تحديات صحية نفسية خطيرة إذا لم يتم استخدامها بحذر وبشكل مدروس.
إحدى المشاكل الرئيسية المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الشباب العربي هي "التأثير السلبي على احترام الذات". وفقا لدراسة نشرتها مجلة علم النفس الصحي العالمي عام 2021, وجد الباحثون أن التعرض المستمر لما يشعر به المستخدمون أنه "الحياة المثالية" للأصدقاء وغيرهم عبر الإنترنت يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالنقص وعدم الرضا عن الحياة الخاصة بهم. هذا التحول في المقارنة الاجتماعية يمكن أن يساهم في زيادة مشاعر الاكتئاب والقلق لدى العديد من الأفراد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العزلة الرقمية - حيث يفضل المستخدمون التفاعل عبر الشاشات بدلاً من العلاقات الشخصية الحقيقية - يمكن أن تساهم أيضا في مشاكل الصحة النفسية. الدراسات تشير إلى ارتباط مستويات عالية من وقت الشاشة بتراجع الجودة العامة للعلاقات الاجتماعية والإضرار بالمهارات الاجتماعية الأساسية مثل التواصل الوجهي الوجهي.
من جانب آخر، هناك قضية تتعلق بالتسلط الإلكتروني أو التنمر عبر الإنترنت والذي أصبح ظاهرة شائعة بين الشباب. هذه الانتهاكات للخصوصية والأمان عبر الشبكة العنكبوتية يمكن أن تسبب الضيق النفسي والاستياء لدى الشباب وقد تدفع بعض الأشخاص حتى للإعراض عن الانترنت تمامًا.
في حين يبدو الأمر وكأن هناك حل بسيط وهو تقليل الوقت الذي يقضيه الشباب أمام الأجهزة الذكية، فإن الواقع أكثر تعقيدا بكثير. غالبا ما تكون وسائل التواصل الاجتماعي مرتبطة بأنماط معينة من الاستخدام اليومي للأحداث اليومية خاصة وأنها تعد الآن جزءا حيويا من الحياة الحديثة. ولذلك، فإن الحل الأمثل يكمن ربما في زيادة الوعي حول التأثيرات المحتملة لهذه الأدوات وتقديم الدعم النفسي لتلك الفئات الأكثر عرضة لهذه التأثيرات السلبية.
وبالنظر لكل هذه الاعتبارات، يتضح لنا أهمية إدارة استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مسؤولة لتحقيق توازن أفضل بين الفوائد والمخاطر المترتبة عليها. إن بناء مجتمع رقمي آمن وصحي ليس مسؤولية الحكومات والشركات التقنية فقط؛ إنه أيضًا دور علينا كأفراد وعائلات ومجتمعات لنضمن بيئة رقمية صحية وآمنة للأجيال القادمة.
مُصطلحات ذات علاقة: ###
* الصحة النفسية: حالة الشخص العاطفية والعقلانية والاجتماعية.
* التأثير السلبي على احترام الذات: شعور سلبي تجاه الذات بسبب مقارنة النفس بأخرين.
* العزلة الرقمية: عدم القدرة على تطوير مهارات اجتماعية فعالة خارج حدود الإنترنت.
* التنمر الإلكتروني: شكل من أشكال العنف يقوم فيه شخص واحد بإساءة الآخرين باستمرار عبر شبكة الإنترنت.
* استخدام المسؤول: طريقة لاستخدام التكنولوجيا تقوم على فهم المخاطر والفوائد واتخاذ خيارات ذكية بشأن كيفية وأين ومتى نستخدم تلك التكنولوجيات.