هل يمكن اقتراض المال لشراء بيت العائلة: الفتوى والتوضيح

التعليقات · 1 مشاهدات

الحمد لله، لقد تناقشت مع العديد من الأفراد الذين وجدوا أنفسهم في وضع مشابه لك. أنت تواجه تحدياً مالياً فيما يتعلق بشراء منزل العائلة الذي يرغب به أحد

الحمد لله، لقد تناقشت مع العديد من الأفراد الذين وجدوا أنفسهم في وضع مشابه لك. أنت تواجه تحدياً مالياً فيما يتعلق بشراء منزل العائلة الذي يرغب به أحد أفراد الأسرة ولكن ليس لديك القدرة المالية الكافية لتحقيق ذلك بمفردك.

في الإسلام، القروض المصرفية لها صورتان رئيسيتان يجب النظر فيها بحذر. الصورة الأولى هي الحصول على قرض بدون فوائد - هذا النوع يُعتبر جيّداً وشائعاً بشكل كبير طالما يتم استخدامه بطريقة رشيدة. أما بالنسبة للقروض بفوائد، فهي تعتبر رباً وهي محرمة تماماً حسب الشريعة الإسلامية.

إذا كنت تفكر في طلب قرض من البنك لإتمام عملية الشراء، هناك نقطة مهمة يجب مراعاتها: لا ينبغي اعتبار حاجتك للمسكن ضرورة ملحة تتطلب التفريط في تعاليم الدين من خلال قبول أنواع الربا المحرمة. يمكنك عوضاً عن ذلك البحث عن خيارات أخرى مثل الاستئجار مؤقتاً حتى توفر الأموال اللازمة للشراء مباشرةً نقداً وبالتالي تجنب أي مضاعفات محتملة مرتبطة بقبول القروض ذات الفائدة المرتفعة.

وفيما يتعلق بكيفية شراء العقار نفسه عبر الوسائل المصرفية، فإن الأمر يتوقف أيضاً على كيفية تنفيذ الصفقة بينك وبين البنك. الخيار الأول الذي يتضمن بيع المنزل إليك بواسطة البنك على أقساط لفترة زمنية طويلة ولحساب رسوم إضافية -هذا يعد نوعاً آخر من القروض المحظورة وفقاً لقواعد الشريعة الإسلامية المتعلقة بالفوائد والعقود المشروطة.

أما الخيار الثاني والذي يسمح فيه للبنك بشراء المنزل أولاً ومن ثم إعادة البيع لك على دفعات منتظمة رغم ارتفاع سعر البيع النهائي، فقد يكون جائزاً بشرط عدم وجود شروط ربوية ضمن الاتفاقيات الخاصة بسداد الديون لاحقاً؛ إذ يعد اشتراط فرض عقوبات بغرامات عند تأخير السداد مثال واضح لما لا يحظى بالموافقة الدينية.

تجدر الإشارة هنا إلى خطورة المعاملات الربوية كونها جريمة كبرى في الإسلام والتي أدانتها الكثير من الآيات القرآنية والسنة النبوية المطهرة لما بها من سوء عواقب وخيمة للحلال والخلال على حد سواء بدءًا بإيقاع لعائن الله ونهايته باحتمالية نشوء حروب ضد هؤلاء المقترضين والمقرضين والمشاركين الآخرين لهذه الأعمال المحظورة دينيا.

ختاما وليس اخرا، يبقى القرار الأخير لكم بشأن اختيار الطرق الأنسب للسعي نحو هدفكم الرئيسي وهو امتلاك مكان ملائم للعيش بعيدا قدر المستطاع عن مخاطر التدخل الخارجي المضلل للدين الحنيف بما فيه الضرر والمعاصي المسيئة للأبدان والأرواح قبل أموال البشر جميعا بلا استثناء!

التعليقات