- صاحب المنشور: بهيج بن العابد
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحالي, أصبح للتكنولوجيا تأثير كبير ومتنوع على جميع جوانب الحياة الإنسانية، بما في ذلك الثقافة التقليدية. هذه الظاهرة ليست محدودة بأمة معينة أو منطقة جغرافية؛ بل هي عالمية وتتطلب دراسة متعمقة لفهم كيف تؤثر هذه الأدوات الحديثة في القيم والمعتقدات والتقاليد التي بناها البشر عبر التاريخ.
من جهة أخرى، يرى البعض أن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة قوية للحفاظ على الأصالة والثقافات المحلية. فهي توفر وسائل جديدة لنشر الفنون والآداب والشعر والنحت وغيرها من أشكال التعبير الفني إلى جمهور أكبر وأكثر تنوعًا. وبالتالي، مكّنت الابتكارات الرقمية العديد من الفنانين والمبدعين من الوصول العالمي ومنعتهم من الانصهار داخل حدود مجتمعاتهم الصغيرة.
وفي الوقت نفسه، هناك مخاوف بشأن فقدان الهوية الثقافية بسبب غزو المحتوى الأجنبي والإغراق المعلوماتي الذي تقدمه شبكة الإنترنت. قد يؤدي هذا الغزو الثقافي غير المتوازن إلى تغيرات عميقة في البنية الاجتماعية والقيم الأساسية للمجتمعات المحلية.
لذلك، فإن موازنة فوائد تكنولوجيا المعلومات والحفاظ على الهوية الثقافية يتطلب حواراً مستمراً بين الحكومات والمؤسسات التعليمية والأفراد. يجب تطوير سياسات تعليمية تشجع على فهم واستخدام التكنولوجيا بطريقة تحترم وتقدّر تراثنا الثقافي. كما ينبغي دعم وتمكين المنتجين المحليين والفنانين للوصول إلى الجماهير العالمية باستخدام أدوات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديدة.