- صاحب المنشور: ضاهر الحسني
ملخص النقاش:
في عصرنا الحالي، أصبح لالتقاطع بين العالم الرقمي والعالم الحقيقي تأثير عميق على الأطفال. بينما توفر التكنولوجيا العديد من الفرص التعليمية والإبداعية والترفيهية، فإنها تحمل أيضًا مخاطر محتملة تهدد صحتهم النفسية. هذا المقال يفحص بعناية هذه العلاقة المعقدة لتقديم صورة واضحة حول كيف يمكن للتكنولوجيا أن تدعم أو تعرقل نمو الطفل النفسي.
الفوائد المحتملة:
- الوصول إلى المعلومات: تتيح الإنترنت للأطفال الوصول الواسع إلى مجموعة هائلة من المواد التعليمية التي قد تكون خارج متناولهم في بيئاتهم المحلية. من خلال الدروس عبر الإنترنت وألعاب التعلم التفاعليّة، يستطيع الأطفال استكشاف مجالات دراسية مختلفة وتطوير معرفتهم بطريقة أكثر تشويقاً.
- الشبكات الاجتماعية والتواصل: توفر المنصات الإلكترونية فرص التواصل مع الأصدقاء والأقران الذين يشتركون في نفس الاهتمامات، مما يعزز الشعور بالانتماء ويحسن مهارات الاتصال لدى الأطفال.
- الأعمال الإبداعية: أدوات التصميم الرقمي مثل البرامج الرسومية والصوتيات سهلت عملية خلق ومشاركة الأعمال الفنية والموسيقى والأفلام القصيرة. هذا يساعد الأطفال على تطوير مواهبهم الإبداعية والشعور بالإنجاز عند عرض أعمالهم أمام الجمهور العالمي.
- تطبيقات الصحة الذهنية: هناك زيادة ملحوظة في وجود تطبيقات الهاتف والحاسب الشخصي المصممة خصيصًا لتحسين الصحة الذهنية للأطفال. تتضمن هذه التطبيقات تمارين اليقظة الذهنية, التنفس الخفيف, تقنيات الاسترخاء وغيرها الكثير والتي تساهم بشكل كبير في الحد من الضغط اليومي وتعزيز الاستقرار العاطفي لديهم.
المخاطر المتعلقة بالتأثيرات السلبية:
- العزلة الاجتماعية: رغم فوائد الشبكات الاجتماعية, إلا أنها غالبًا ما تؤدي إلى عزلة اجتماعية حقيقية حيث يقضي الأطفال ساعات طويلة بمفردهم داخل الغرف الخاصة بهم بدون تفاعلات وجه لوجه مع الآخرين. وهذا يؤثر سلبًا على تعليم المهارات الاجتماعية الأساسية التي تعتبر ضرورية لبناء علاقات صحية في المستقبل.
- الإساءة الإلكترونية: تعرض الطفولة لهجمات الكراهية والإساءة الخطابية عبر الانترنت معروف باسم "الهجوم الإلكتروني Juvenile Cyberbullying". وقد وجدت الدراسات أنه مرتبط بتراجع مستويات احترام الذات بين الشباب وبشكل خاص الفتيات الصغار اللاتي يتعرضن لهذا النوع من الهجمات بنسب أعلى بكثير مقارنة بأقرانهن الذكور.
- السهر وانتشار الأفكار المضرة: استخدام الشاشات قبل النوم مباشرة يساهم بإثارة مشاكل متعلقة بالنوم من اضطراب القدرة على التركيز أثناء النهار للإرهاق الجسدي والعقلي الناجم عن قلة الراحة الليلية كافية بالإضافة لإمكانيه مشاهدة مواد غير مناسبة لأعمارهم تحتوي علي كثيرٍ من العنف والجنس المكشوف مما يدمر القيم الأخلاقية لهم عندما ينمو هؤلاء الاطفال ليصبحوا شبابا.
4 . التدني الأكاديمي وفقدان اهتمام الحياة الواقعية: حين يتم ربط الترفيه بشاشة الكمبيوتر أو الهاتف بدلاً من تجارب العالم الخارجي الطبيعي( كالرياضة مثلاً)، فقد يفقد الأطفال حبهم للممارسة الخارجية ويتطور إدمان الشاشة الإلكترونية والذي يؤثر حتماًعلى نتائجه بالمدرسة وفي حياته العامة بعد ذلك ايضاً بشرط عدم توازن الوقت الزمني واستخدامه بحكمة وتحفيز المزيد منه نحو الأمام وليس الوقوع ضمن براثنه دوامة الأنترنيت السلبيّة بصورة عامة!
ختاما ،إن التوازنُ هو مفتاح فتح أبوابِ العدالة والاستخدام الآمن لهذه التقنية الحديثة؛ فهو سبيلٌ لحماية جيل طفل حاضر وغد مجتمع مستقبلي كامل المواصفات الصحية بكل أنواعها سواء كانت مادّياً أم ذهنياً واجتماعيا...الخ !