يذكر ان رجلا يسمى ابن جدعان تصدق بأحب ماله اليه، وكانت ناقة، الى جار فقير الحال له سبع بنات، فرح الجار الفقير فكان يشرب هو وبناته من لبنها.
ولما جاء الصيف بجفافه وقحطه، تشققت الارض، وخرج ابن جدعان مع البدو يرتحلون يبحثون عن الماء والكلا في الدحول، وهي حفر في الارض توصل الى https://t.co/kejMIoGd0V
محابس مائية، ودخل الى احدها ليحضر الماء حتى يشرب واولاده الثلاثة خارج الدحل ينتظرون، فضاع تحت الدحل ولم يعرف الخروج.
وانتظر ابناؤه يوما ويومين وثلاثة حتى يئسوا، قالوا: لعل ثعبانا لدعه ومات، لعله تاه تحت الارض وهلك، فذهبوا الى البيت وقسموا الميراث، فقام اوسطهم وقال: اتذكرون ناقة
ابي التي اعطاها لجاره؟ ان جارنا هذا لا يستحقها، فأخذوا بعيرا اجربا ليعطوه للجار بدل الناقة.
فقال الجار: ان اباكم اهداها لي، اتعشى واتغدى من لبنها، فاللبن يغني عن الطعام والشراب كما يخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
فقالوا: اعد لنا الناقة خير لك، وخذ هذا الجمل.
فقال: اشكوكم الى ابيكم، قالوا: اشك اليه فإنه قد مات.
قال: مات، كيف مات؟ ولم لا ادري؟ قالوا: دخل دحلا في الصحراء ولم يخرج فقال: اذهبوا بي الى هذا الدحل ثم خذوا الناقة وافعلوا ما شئتم ولا اريد جملكم.
فذهبوا به الى المكان الذي دخل فيه صاحبه الوفي واحضر حبلا واشعل شعلة ونزل يزحف
حتى وصل الى مكان يحبو فيه، واذا به يسمع انين الرجل، فوضع يده فاذا هو حي يتنفس بعد اسبوع من الضياع، فحمله خارج الدحل واعطاه التمر وسقاه وحمله على ظهره وجاء به الى داره، ودبت الحياة في الرجل من جديد واولاده لا يعلمون.
قال: اخبرني بالله عليك اسبوعا تحت الارض وانت لم تمت.