لا يمكن أن يحقق رجل (طبيعي) السعادة دون الارتباط بامرأة، ولا يمكن لامرأة (طبيعية) أن تحقق السعادة دون الارتباط برجل.. فقد اقتضت حكمة الله أن يكون لدى كل من الرجل والمرأة حاجات لا يمكن أن يحققها إلا ارتباطه بالآخر.
أشعر بأسى كبير حين يتواصل معي شاب أو شابة، ويشكو لي (محاصرة) أهله له بـ(الزواج).. وحين أتلطف بسؤاله عن (سبب تردده) في الإقدام أو قبول الزواج أفاجأ بقوله: المشكلات التي نشأت عليها منذ طفولتي، بين أبي وأمي (كرّهتني) بالزواج.!!
الزواج يمكن أن يعطيك (الكثير)، ولكن قبل ذلك لابد ان تمنحه (القدرة) على ذلك.. فهو كالشجرة (الطيبة)، يختار صاحبها (البذرة)، ويهيئ (المكان)، ويتعهدها بـ(السقيا)، ويعتني بـ(تهذيبها).. ومن ثم ينتظر منها الثمرة (الحلوة)، والظل (الوارف).
حين يدخل الزوجان بوابة الحياة الزوجية بوعي (جيد وواضح) بمتطلباتها، وبحرص على وجود قدر (جيد) من التوافق بينهما، وبثقافة (مقبولة) بخصائص كل منهما، ومعرفة الحاجات (النفسية والعاطفية) لكل منهما، و(طرق) إشباعها.. ثم وكلا أمرهما لله.. حينئذ يكونان هيآ أنفسهما للنجاح الزواجي.
ليس النجاح الزوجي موقوف على (مستوى) الثقافة الزوجية، لدى الرجل أو المرأة.. فالكثير من الثقافة دون (تطبيق) حقيقي يخلق المزيد من المشكلات.. والقليل من (الثقافة) مع الحرص على (التطبيق) يمنح فرصا (أكبر) للنجاح. بل أن مجرد الشعور (بالتفوق الثقافي) قد يمثل (شرخا) في العلاقة.!!