هنالك مقولة «لا تعبث مع ڤيتنام» وهي مقولة أكتسبت شهرة واسعة بعد المغامرات الأمريكية الفاشلة في تلك المنطقة، خصوصاً إن الولايات المتحدة خسرت حربين هناك لا واحدة فهي التي مولت 80% من الحرب الفرنسية على ڤيتنام، لم يكن التمويل من أجل تحجيم الخطر الشيوعي بل كان كذلك لضمان إحتكار
المطاط الطبيعي والقصدير والبترول وبعض السلع الإستراتيجية كما يذكر هوراد زن.
إلا أن المقولة أعلاه تعود لماضٍ سحيق سبق العدوان الأمريكي، ففي القرن الثالث عشر كانت ڨيتنام مقسمة لمملكتين «شامبا» في الجنوب و«أنام» في الشمال، كان قبلاي خان ملك المغول وإمبراطور الصين الذي تمتد
إمبراطوريته من المحيط الهادئ إلى سهول المجر -وإن كانت اجزاء كبرى خاضعة إسمياً له حيث لقبه خان الخانات؛ مقصود بها خانية القبيلة الذهبية جنوب روسيا وخانية فارس وجزء من الأناضول وخانية شقطاي بين فارس والصين- مدفوعاً بأيديولوجية جده جنكيز خان حول إخضاع العالم تحت سماء المغول الزرقاء
الابدية فوجد في هاتين المملكتين جزء غير خاضع من إمبراطويته، وعليه بدأ مسيرة إخضاعهما من خلال إرسال الرسل المغول ومطالبة الملكين بالحضور إلى «زانادو» والخضوع لقبلاي وتسليم دفاتر الضرائب، وعندما تمنعت المملكتين مراسم الخضوع الإمبراطورية هذه بعث قبلاي بجيشه لتأديب العصاة، كان جيش
قبلاي جيش إمبراطوري مجهز بأحدث «تكنولوجية» عسكرية جمعها من أطراف إمبراطوريته فمن المنجنيق الإسلامي إلى القنابل الصينية الرعدية وقنابل النفط (النار الإغريقية) وصولاً للسفن الكورية العملاقة التي لم تضاهيها السفن الأوروبية حتى القرن التاسع عشر وأسطول أخر من السفن النهرية العسكرية