- صاحب المنشور: سامي الدين اليعقوبي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولاً كبيراً نحو مصادر الطاقة المتجددة بسبب مخاوف بشأن الإفراط في استخدام الوقود الأحفوري والتداعيات البيئية. هذا التحول لم يكن خالياً من التحديات التي تتطلب معالجتها لتحقيق نمو مستدام وموثوق لهذه الصناعات. هذه الأزمة تبرز نفسها بعدة جوانب رئيسية.
أولاً، هناك القضايا اللوجستية والهندسية المرتبطة بتوزيع وصيانة شبكات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من التقنيات المتجددة. على سبيل المثال، تحتاج محطات طاقة الرياح إلى مسافات واسعة للتركيب وقد تواجه مشاكل في الوصول إلى المناطق النائية. بينما تعتبر الألواح الشمسية حساسة للتلوث الجوي والعوامل الجوية الأخرى مما قد يؤثر على إنتاجيتها.
ثانياً، تكلفة البحث والتطور هي عامل حاسم آخر. رغم انخفاض تكلفة تصنيع وحدات توليد الطاقة المتجددة عبر الزمن، إلا أنها لا تزال أعلى بكثير مقارنة بالنفط أو الغاز الطبيعي. وهذا يجعل الاستثمار الأولي مرتفعاً وهو أمر غير جذاب للمستثمرين في بعض الحالات. بالإضافة لذلك، فإن تطوير البنية الأساسية اللازمة لإدارة الشبكة العامة لتتلائم مع تقلبات إمدادات الطاقة المتجددة يتطلب استثمارات كبيرة أيضاً.
ثالثاً، هناك قضية متصلة بالأمان والمصداقية. العديد من الدول تعتمد حالياً على كميات هائلة من النفط والغاز الطبيعي المحلي للإنتاج المحلي للكهرباء وللمصدر الرئيسي لمصادر أخرى مثل السيارات والصناعة. الانتقال المفاجئ إلى الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية واجتماعية إذا لم يتم التعامل معه بطريقة مدروسة ومنظّمة جيدًا.
وأخيراً وليس آخراً، تأتي المخاطر البيئية المحتملة التي ترتبط بصناعة الطاقة المتجددة بنفسها. مثلاً، تركيب توربينات رياح ضخمة قد يؤدي إلى تأثير سلبي محتمل على الحياة البرية والنظم البيئية البحرية عند استخدامها قبالة الشاطئ. وبالمثل، يعد تعدين المواد الخام الضرورية لصناعة البطاريات -مثل الليثيوم والكوبالت- عملية تستنزف موارد الأرض ويمكنها خلق نزاعات اجتماعية واقتصادية محلية.
رغم كل هذه التحديات، فإن التنبؤ بالمستقبل يبدو واعدًا. مع تقدم تكنولوجيا الخلايا الكهروضوئية وتحسين تصميماتها وأساليب التركيب لها، من المتوقع أن تتزايد فاعلية والأرباح المالية لطاقة الشمس بشكل كبير، كما أنه سيكون هنالك المزيد من الابتكارات في مجال تخزين الطاقة الذي سيقلّل من التأثير السلبي لتقلبات الطقس على عمل الشبكة الكهربائية وتوفر الطاقة المنتجة منها بصورة أكثر ثباتاً وقابلية للتنبؤ بها للأجيال المقبلة . بالإضافة لهذا، ستكون الحكومات والشركات العالمية أمام فرصة فريدة لعكس خسائر الماضي واستخدام حلول مبتكرة لحماية المناخ العالمي وتعزيز الأمن الاقتصادي الوطني للدولة والحفاظ أيضاََعلى الثروة الطبيعية لديها لأطول فترة ممكنة قبل نفاد تلك الموارد تماماًُ .
وفي المجمل ، إن طريق تحقيق نظام كهربة عالي المرونة ومتعدد الأصناف ليس سهلاً ولكنه ضروري لمنع الفيضانات طويلة المدى الخاصة برموز "العصر الذهبي" للعصور الحديثة للاستخراج الجنوني للمواد الفحميه والمعادن الثقيلة والتي سببت تغيرات جوهرية واضحة فى ظل عصر الانبعاث الحراري الحالي!
