• صاحب المنشور: رجاء اليعقوبي
  
  ملخص النقاش:
  أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الشباب حول العالم. بينما يرى البعض أنها مجرد شكل من أشكال الترفيه، إلا أن التأثيرات المحتملة لهذه الأنشطة ليست دائما واضحة أو متوقعة. هذا المقال يستكشف العلاقة بين الألعاب الإلكترونية والصحة النفسية للشباب.

الاضطراب الناجم عن اللعب:

في السنوات الأخيرة، تم الاعتراف بأن إدمان الألعاب قد يؤدي إلى اضطراب يُعرف باسم "الاضطراب الناجم عن اللعب". تشمل أعراض هذا الاضطراب استمرار اللاعبين في لعب الألعاب حتى عندما تسبب لهم المشاكل الشخصية والمهنية والأسرية. دراسة أجرتها جامعة هلسنكي عام 2018 وجدت ارتباطا قويا بين الاعتماد على ألعاب الفيديو والإصابة باكتئاب الوسواس القهري والشعور بالقلق.

التأثير الاجتماعي والعاطفي:

بالإضافة إلى الآثار الصحية الجسدية والنفسية المباشرة، يمكن للألعاب الإلكترونية أيضا أن تؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية والتفاعلات العاطفية. إن الانغماس المطول في عالم افتراضي قد يقوض المهارات الاجتماعية الحقيقية ويقلل من الشعور بالتواصل الشخصي. كما يمكن أن يسهم الاستخدام الزائد لأوقات الفراغ أمام الشاشات في زيادة مشاعر الوحدة والعزلة.

الجانب الإيجابي:

مع ذلك، هناك فوائد محتملة لاستخدام الألعاب الرقمية. بعض الأبحاث تشير إلى أن أنواع معينة من الألعاب تعزز مهارات حل المشكلات، التنسيق البصري والحركي، وتتيح بيئة آمنة نسبيًا لممارسة التجارب الخطرة افتراضياً. بالإضافة لذلك، توفر هذه المنصات فرصة للتواصل الاجتماعي عبر الإنترنت والتي قد تكون مفيدة لمن يعانون بالفعل من تحديات اجتماعية.

التوازن المطلوب:

لتجنب السلبيات وضمان تحقيق الايجابيات، ينبغي النظر في مبدأ توازن الوقت الذي يتم تقضيه أثناء اللعب مقابل بقية الأنشطة اليومية مثل الدراسة، العمل، الرياضة، النوم وغير ذلك من الدوائر الداعمة للحياة الصحية. يجب أيضاً مراقبة علامات الاستخدام غير الصحي كالتهرب من المسؤوليات بسبب اللعب أو ظهور تغيرات ملحوظة بالسلوك العام للجسم والمزاج والنوم وما شابه.

وفي النهاية، فإن مفتاح التعامل مع أي نوع جديد من التقنية يكمن غالبًا ليس في محاولة تجنب تلك الأساليب الجديدة، ولكن بإدارة استخدامنا لها بطريقة صحية ومثمرة بعيدا عن الحدود الضارة.