على الرغم من الثقة الكبيرة بالشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، فقد ثبت أنه رجح ضعف إسناد حديث أبي موسى الأشعري المتعلق بفترة المغفرة في ليلة النصف من شهر شعبان. رغم ذلك، أكد أيضًا وجود شوارد وتظافرات لهذا الحديث يمكن أن تقوي بعضها البعض حسب رأيه الشخصي.
ومع ذلك، فإن البحث الشامل للأسانيد والمتن لدى فريق موقعنا لم يؤكد هذه الرؤية بشكل كامل، مما أدى لاستنتاج مختلف قليلاً. حيث اتضح لنا أن أغلبية الروايات والطرق الواردة بهذه المسألة تتميز بالإسناد الضعيف وضعفاء السند. ومن بين الذين انتقدوا هذه الروايات الإمام ابن رجب والحافظ الذهبي وغيرهما ممن سبقونا. لذلك، تمسكنا برفض اعتبار الاحتفاء بليلة النصف من شعبان باعتباره سنة مستحدثة بناءً على الأدلة والأسانيد المتاحة والتي لا توفر الدعم الكافي لأخذ هذا النهج.
وفي النهاية، يجب التذكير بأن اختلاف الآراء فيما يتعلق بتصحيح أو تضعيف الحديث هو جزء طبيعي من العمل الاجتهادي للأئمة والمحدثين. ولا يعبر ذلك عن نقص احترام أو نقد لمن اختار وجهة نظر أخرى مبنية على تحقيق متأنٍ ودراسة معمقة. وبالتالي، فالهدف الرئيسي هنا ليس الدفاع عن موقف واحد ضد الآخر وإنما تبسيط فهم الموضوع مع المحافظة على روح الاحترام والتقدير لكل جهود الفقهاء والمحدثين القدامى والمعاصرين.
