المجرم الحقيقي هو الذي يملك خيار عدم إزهاق الأرواح ثم يقرر أن يزهقها لأنه فقط يستطيع ويشعر بأنه آمن

المجرم الحقيقي هو الذي يملك خيار عدم إزهاق الأرواح ثم يقرر أن يزهقها لأنه فقط يستطيع ويشعر بأنه آمن من العقاب. إسرائيل لديها خيار إنهاء كل هذه المعانا

المجرم الحقيقي هو الذي يملك خيار عدم إزهاق الأرواح ثم يقرر أن يزهقها لأنه فقط يستطيع ويشعر بأنه آمن من العقاب. إسرائيل لديها خيار إنهاء كل هذه المعاناة ووقف كل هذا القتل بالانسحاب من كل الأراضي التي احتلتها عام ٦٧ والتوقف عن الهيمنة على حياة الفلسطينيين في الضفة وغزة برا وبحرا وجوا واقتصادا وسياسة لكنها لم تفعل ذلك ابدا ولم تكف يوما عن قتل الفلسطينيين وإذلالهم والعبث بمقدراتهم ومقدساتهم حتى أموالهم التي يدفعونها كضرائب لسلطتهم في رام الله تحتجزها وتساومهم عليها بل حتى جثث من تقتلهم من الفلسطينيين تحتجزها وتساومهم عليها. إسرائيل تملك خيار سحب مستوطنيها من الضفة الغربية المحتلة وكان يفترض ان تخرج منها بعد اتفاق أوسلو فإذا بها تتوسع وتزيد عدد مستوطنيها بل وتوفر حماية لغلاة المستوطنين وهم يغيرون على قرى الفلسطينيين ويحرقون منازلهم بل ويحرقون أسرا وأطفالا أحياءا . إسرائيل يمكنها ان تنهي الاحتلال فورا ولن يهز ذلك من امنها شعرة بل العكس من ذلك ستحصل على قبول المنطقة على الأقل رسميا وسيعيش الفلسطينيون في دولتهم المستحقة بالكرامة التي يستحقون. لكن إسرائيل ترفض كل هذا وتختار الدم والقتل والهدم والقمع والتهجير . في المقابل ما هي خيارات الفلسطينيين أمام هذا المحتل الغاشم الذي يحصي عليهم أنفاسهم ولا يسمح لهم الا بما يكاد يبقيهم على قيد الحياة ويتحكم في مياههم وجوهم وكهربائهم وبرهم وبحرهم ويقطع أوصال موطنهم الى كانتونات معزولة لا يمر الفلسطيني من قرية لقرية الا قبل المرور بحاجز من حواجز الاحتلال. هل لو كان لدى الفلسطينيين سلاح جو كإسرائيل وترسانة كترسانة إسرائيل هل كانوا ليمارسوا حقهم المشروع وفق القانون الدولي في مقاومة الاحتلال بهذه الطرق التي يفزع لها العالم المنافق اليوم؟ هل لدى الفلسطينيين انظمة دفاع جوي تمنع طائرات الاحتلال من قصف بيوتهم ثم قرروا رغم ذلك العبور الى الجانب الاخر من فلسطين المحتلة واحتجاز رهائن؟ وما الفارق بين الاقتحام الاسرائيلي اليومي للضفة الغربية واعتقال عشرات الفلسطينيين لأجل غير مسمى واحيانا بدون محاكمة حتى زاد عددهم على ٦٠٠٠ فلسطيني وبين احتجاز رهائن من مستوطنين كانوا يجلسون على التلال يحتفلون في الحروب السابقة بقصف مساكن الفلسطينيين في معسكر الاحتجاز والتصفية المسمى بقطاع غزة؟

تروج الدعاية الصهيونية أن هجوم حماس غير مبرر لان اسرائيل خرجت من غزة. وهذا بالطبع يصطدم مع حقيقتين :

١- إسرائيل لم تخرج من غزة طالما ظلت تسيطر على حدوده وتغلقه وتقطع اي اتصال له بالعالم الخارجي برا وجوا وبحرا بل وتمنع حرية التنقل بينه وبين بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.

٢- حتى لو لم تفعل ذلك ، يظل قطاع غزة وسكان القطاع جزءا من الشعب الفلسطيني ودولته التي يطمح ويناضل لانشائها على حدود الرابع من يونيو عام ٦٧ وعاصمتها القدس الشريف واي اعتداء على جزء من الاراضي المحتلة وشعبها يعطي الحق لكل الشعب بمقاومة المحتل والاحتلال في اي مكان وبكل السبل الممكنة بما فيها الكفاح المسلح وفق قرارات الامم المتحدة واذا كان العالم لا تعجبه طرق المقاومة الفلسطينية في ممارسة هذا الحق فليعمل الجميع على رفع الظلم وانهاء الاحتلال او دعم الفلسطينيين ليستردوا ارضهم كما يفعلون الان مع أوكرانيا والا فليتوقفوا عن ذرف دموع التماسيح فقط عندما تجرح إسرائيل.


نوفل الحسني

3 مدونة المشاركات

التعليقات