مذهب المنفعة عند جيرمي بنتام:
يرى بنتام أن البشر واقعون تحت رحمة قوتين كبريين: اللذة والألم. وأن سلوك المرء، مهما كان في الظاهر جارياً على العرف والواجبات الأخلاقية والدينية، فإنه في واقع الأمر يسير نحو منفعته: زيادة اللذائذ وتجنب الآلام.
يتبع ..
سخر بعض الفلاسفة من مبدأ المنفعة لأنه سوقي ولا يليق بكرامة الإنسان وإنما هو قانون للبهائم. لكن مهما قالوا فالطبيعة البشرية تتحدى سخرية الفلاسفة.
ينطلق بنتام من مسلمة وهي أن الإنسان أناني بطبعه، وقد أخذها عن هوبز. لكنه أخذ عن آدم سميث مبدأ التعاطف.
يتبع
والتعاطف هو أننا نشعر بالآخرين لأنهم "يشبهوننا"؛ لذا أتألم عندما أرى إنساناً يتألم.
من هنا فالآخرون يقللون من أنانيتنا.
هناك معايير لتحديد ما نطلبه من لذات وما نتجنبه من آلام. فاللذة التي تستمر طويلا أفضل من اللذة القصيرة.
يتبع
واللذة التي يعقبها ألم يطول يجب تجنبها، والألم الذي تعقبه لذة تطول يجب قبوله.
وغيرها من معايير يغلب عليها الطابع الكمي من شدة وطول واتساع.
جاء جون ستيورات مل وأضاف معيارا كيفيا. وهو أننا نشعر باللذة إزاء الواجبات الأخلاقية والضمير والفنون العظيمة.
يتبع
من هنا فطلب اللذات الراقية والسامية أفضل للإنسان من طلب اللذات الحسية والشهوية.
فاللذة التي أتحصل عليها من تذوق لوحة الموناليزا مثلا تفوق اللذات التي أجنيها من إشباع الشهوات. ولكن "مِل" لم يسوغ رأيه، بل جرى على عادة الفلاسفة القدماء في احتقار الجسد.
يتبع