انسجام الأقوال حول مصير مرتكب الكبيرة: التوبة والمغفرة والمشيئة الإلهية

التعليقات · 2 مشاهدات

وفقاً لما اتفق عليه علماء أهل السنة والجماعة، فإن الشخص الذي يأتي بم كبيرة ولكنه تاب عنها توبة نصوحة لن يعاقب عليها في الآخرة؛ حيث يعتبر للتائب حاله ك

وفقاً لما اتفق عليه علماء أهل السنة والجماعة، فإن الشخص الذي يأتي بم كبيرة ولكنه تاب عنها توبة نصوحة لن يعاقب عليها في الآخرة؛ حيث يعتبر للتائب حاله كالذي لا ذنب له. وهذا مبني على أساس آيات قرآنية مثل "إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات" (الفرقان: 70). ومع ذلك، هناك احتمالات مختلفة بناءً على حالة الفرد عند لقائه بالله:

الحالة الأولى:

شخص مات وهو ملتزم بتعاليم الدين ولم ترتكب أي كبيرة أخرى بعد توبته. في هذه الحالة، يغفر الله له تلك الخطيئة ويتقبل حسناته طالما كانت تعديلًا لسابق ذنوبه.

الحالة الثانية:

شخص لقي الله ولَم يتب عن كبيرته. هنا الوضع مختلف قليلاً. وفقاً للمشيئة الإلهية، يمكن أن يكون مصيره العقاب رغم أنه مسلم موحد. ولكن يجب التنبيه إلى أن بعض الفرق كالخوارج والمعتزلة تجري أحكاماً قاسية جدا فيما يخص هؤلاء، بينما ترى فرق أخرى منهم مجانبة لكل العقوبات نتيجة إيمانهم بالإسلام.

الحالة الثالثة:

شخص لقي الله ومعه أعمال خير وأعمال شر متفاوتة الخطورة. إذا رجحت حسناته على سيئاته، سيدخل الجنة بلا عقوبة. أما إذا رجحت سيئاته، فسيذهب إلى النار حسب درجة خطاياها قبل الوصول أخيرا للجنة بإرادة رب العالمين.

وفي النهاية، تؤكد فتوى أهل السنة والجماعة حقائق مهمة: أولها أن باب المغفرة مفتوح أمام الجميع بغض النظر عن حجم الخطايا التي ارتكبوها بشرط صدق التوبة والاستقامة. وثانيها أن القدر الأخير لكل نفس محكوم بعلم وحكمة الله جل وعلا فقط.

التعليقات