- صاحب المنشور: فادية الودغيري
ملخص النقاش:شهدت التجارة الإلكترونية نمواً هائلاً خلال السنوات الأخيرة في جميع أنحاء العالم، ولا يختلف الحال في الدول العربية. حيث أصبح الشراء عبر الإنترنت خياراً شائعًا للعديد من المستهلكين الذين يستفيدون من الراحة والفوائد التي تقدمها مثل التسوق بدون زيارة المتجر الفعلي وتوفير الوقت والمال. لكن هذا القطاع يعاني أيضًا من بعض التحديات الخاصة بتراث الثقافة العربية والتقاليد الاجتماعية. وفي هذا السياق، يتناول هذا المقال أهم التحديات المرتبطة بالاستخدام الواسع للتجارة الإلكترونية في المنطقة العربية، بالإضافة إلى الفرص الواعدة لتطوير هذه الصناعة.
التحديات الرئيسية
- ثقافة الدفع الرقمية: واحدة من أكبر المعوقات أمام انتشار التجارة الإلكترونية في العالم العربي هي مقاومة ثقافة الدفع الرقمية. الكثير من الناس غير مرتاحين لإدخال معلومات بطاقتهم الائتمانية على مواقع الإنترنت بسبب المخاوف بشأن الأمان والخصوصية. كما أن وسائل الدفع التقليدية الشعبية كالدفع عند الاستلام أو التحويل البنكي قد تكون أقل شيوعاً بين التجار مقارنة بالمواقع الدولية الكبرى.
- خدمات اللوجستيات والبريد السريع: هناك نقص واضح في خدمات اللوجستيات والبريد السريع عالية الجودة وموثوق بها في العديد من البلدان العربية. التأخيرات المتكررة والتلف أثناء النقل يمكن أن تقلل رضا العملاء ويؤثر ذلك سلبياً على سمعة السوق المحلية للشركات الصغيرة.
- اللغة والأدوات المساعدة: غالبية المواقع التجارية الإلكترونية تعمل حاليا بالإنجليزية مما يخلق حاجز اللغة بالنسبة للمستخدمين العرب الأصليين. كذلك، الخدمات الذكية مثل الروبوتات الآلية وأدوات التعلم العميق ليست متاحة بنفس القدر الذي نراه في الأسواق العالمية الأخرى مما يؤدي لعدم تلبية احتياجات المستخدم العربية تماما.
- الحماية القانونية والقوانين الضريبية: الغموض حول القوانين الضريبية والحماية القانونية للأعمال الإلكترونية يشكل عقبة كبيرة أمام رواد الأعمال المحتملين في مجال التجارة الإلكترونية. إن عدم اليقين فيما يتعلق بقواعد العمل والتعامل مع الضرائب يمكن أن يدفع البعض بعيدا عن دخول التجارة الإلكترونية كمهنة مستقلة خاصة إذا كانوا يعملون كموردين مستقلين وليس لديه شركة مسجلة رسميًا.
فرص المستقبل
على الرغم من هذه التحديات، فإن سوق التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهد زيادة بنسبة %67 في حجم الإنفاق منذ عام 2019، وفقا لاستراتيجية دبي للإلكترونيات. تشير الدراسات أيضا إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم الإنفاق العالمي على التجارة الإلكترونية إلى أكثر من ١٥,٣ مليار دولار بحلول العام ٢٠٢٤. ومن هنا تأتي الفرص التالية :
تشجيع استخدام طرق الدفع الرقمية: بإضافة المزيد من الخيارات الآمنة والدقيقة للدفع عبر الهاتف المحمول والإكتروني ستمكن الحكومات والشركات الناشئة من تعزيز الثقة بين المستهلكين والتجار وبالتالي تحفيز الطلب على منتجاتهم.
تحسين الشحن والنقل : تطوير شبكة تسليم وطنية قوية تلبي معايير السرعة والكفاءة والجودة سوف يساعد الشركات المحلية والعالمية على المنافسة بشكل عادل وتعظيم مكاسب البيع عبر الانترنت .
التركيز على البرمجيات والسلاسل اللغوية : توظيف تقنية الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين تجربة التصفح بلغتك الأم يعد خطوة هامة لتوسيع قاعدة المشتريين وتحقيق الربحية الاقتصادية.
ربط السياسات التشريعية : وضع قوانين وضوابط واضحة لمنظمي أعمال الإلكترونيات سيخلق بيئة عمل آمنة وجاذبة لمزيد من رجال الاعمال ورواد الابداعات الجديدة مما يقود لتنمية اقتصاد رقمي مزدهر حقيقي.