- صاحب المنشور: صفية المراكشي
ملخص النقاش:في عالم اليوم الذي أصبح فيه العالم الافتراضي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، يبرز التساؤل حول كيفية تحقيق توازن بين حق الفرد في حرية التعبير -أي "الأنا"- والاحترام المتبادل للأعراف الأخلاقية التي تحكم مجتمعنا. هذا الصلابة ليس مجرد نقاش أكاديمي؛ بل هو تحدٍ عملي يومي يعيشه كل مستخدم للإنترنت تقريبًا.
من جهة، يُعتبر الانفتاح والتواصل الحر عبر الشبكات الاجتماعية فرصة تاريخية لتعزيز الحوار العالمي وتوسيع آفاق المعرفة. يجد الأفراد ملاذاً هنا للتعبير عن أفكارهم وأحاسيسهم بدون القلق بشأن القيود الجغرافية أو الثقافية التقليدية.
إلا أن هذه المساحة الواسعة من الحرية تحمل معها أيضاً تهديداً متزايداً: فقدان الاحترام للمبادئ الأخلاقية المشتركة.
تتضمن هذه الممارسات غير المرغوب فيها التنمر الإلكتروني، وانتشار المعلومات الكاذبة، وإساءة استخدام خصوصية الآخرين. هذه التصرفات تخالف الأسس الأساسية لأي مجتمع صالح وهي معروفة بأنها تسبب ضرراً نفسياً واجتماعياً هائلاً. لذلك، هناك حاجة ملحة لإعادة النظر فيما نعرفه باسم "حرية التعبير".
للتمكن من تحقيق توازن حقيقي، ينبغي علينا تعزيز التعليم الرقمي الذي يشمل الضوابط الأخلاقية جنباً إلى جنب مع حقوق الإنترنت الشخصية. بالإضافة لذلك، دور المنظمات الحكومية والشركات الخاصة مهم جداً لتطبيق قوانين واضحة ومُعدِّلة باستمرار لحماية المستخدمين الواضحين والمحتوى المحترم.
بشكل عام، يمكن القول إن الطريق نحو بناء مجتمع رقمي أخلاقي وصحي ليس سهلاً ولكنه ضروري. فهو يتطلب جهدا مشتركا ومتكاملا بين جميع أعضاء المجتمع الرقمي، بدءاً من الأشخاص العاديين الذين يستخدمونه حتى أكبر الشركات الأكثر تأثيراً عليه.