- صاحب المنشور: بسمة بن صديق
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من المراهقين حول العالم. هذه الظاهرة التي بدت كترفيه بريء تطرح تساؤلات مهمة حول تأثيرها المحتمل على صحتهم النفسية. يمكن تقسيم هذا التأثير إلى جانبين رئيسيين هما إدمان الألعاب الإلكترونية وتأثيراتها الايجابية المحتملة على رفاهية الدماغ.
إدمان الألعاب الإلكترونية: المخاطر والمخاوف
إدمان الألعاب الإلكترونية يعتبر مشكلة حقيقية تتطلب الانتباه. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن اضطراب اللعب الجاد هو نوع جديد من الأمراض يتميز بمستوى عالٍ وكثافة زمنية كبيرة للعب مع استمرار الانشغال باللعبة حتى بعد ظهور علامات واضحة لضررها النفسي أو الاجتماعي أو المهني. تشمل أعراض الإدمان فقدان التحكم في الوقت الذي يقضيه في لعب الألعاب، الاستخدام المرتبط بأعراض انسحاب عندما يحاول اللاعب الحدّ من وقت اللعب، بالإضافة إلى الأولوية المتزايدة للألعاب مقارنة بأنشطة حياتية أخرى مثل العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية.
هذه الأعراض قد تؤدي إلى تراجع أداء الأكاديمي، ضعف العلاقات الشخصية، وأثر سلبي كبير على الرفاهية العامة للشباب. دراسات عديدة أكدت وجود رابط قوي بين زيادة ساعات اللعب والإدمان ومجموعة واسعة من المشكلات الصحية النفسية بما فيها الاكتئاب والقلق والخوف الاجتماعي.
الألعاب الإلكترونية والرفاهية الذهنية: الفوائد المحتملة
على الرغم من المخاطر المحتملة لإدمان الألعاب، هناك أيضًا بعض الأدلة العلمية التي تشير إلى فوائد محتملة لهذه الأنشطة بالنسبة لرفاهية الدماغ. تعتبر الألعاب مجالاً خصباً لتطوير مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار والتخطيط الاستراتيجي - كلها مهارات ضرورية للتطور المعرفي لدى الشباب. كما أنها تعزز القدرة على التعامل مع الضغط والاسترخاء بسبب الطبيعة التفاعلية لها والتي توفر شعوراً بالإنجاز الشخصي.
بالإضافة لذلك، فإن بعض ألعاب الفيديو تعمل كممارسة عقلية حيث تقدم تحديات معرفية تساعد في الحفاظ على الوظيفة المعرفية وتحسين القدرات العقلية. علاوة على ذلك، قد يساهم التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت في بناء شبكات اجتماعية جديدة وتعزيز الشعور بالانتماء المجتمعي خاصة خلال فترات العزل الصحي مثل جائحة كورونا الأخيرة.
الخلاصة: توازن صحي بين الترفية والصحة
في المجمل، يبدو واضحاً أنه ينبغي تحقيق توازن صحي عند استخدام الألعاب الإلكترونية. يجب التشجيع على اختيار أنواع الألعاب المناسبة لعمر الفتيان والفتيات واستخدامها ضمن حدود زمنية محددة يومياً. دعم الأسرة والأصدقاء مهم أيضاً لتوفير بيئة داعمة تلزم بالتوازن بين الحياة الرقمية والحياة الواقعية. من الضروري مراقبة أي علامات للإدمان واتخاذ الخطوات اللازمة للحصول على المساعدة إن كانت ضرورية. بهذه الطريقة، يمكن للأطفال والشباب الاستمتاع بفوائد الألعاب بينما يتجنبون مخاطر الإفراط في الاستخدام.