على الرغم من الانتشار الواسع لحديث "السفياني"، والذي يشير إلى ظهور شخصية ذات دور محوري ضمن أحداث نهاية الزمان، فإن هذا الحديث يُعتبر ضعيفًا ولا أساس له من الكمال العلمي. لقد درس العديد من علماء الحديث الإسلاميين هذا الموضوع بدقة وتوصلوا إلى نتائج تشير إلى ضعف الحديث وعدم صحته.
في تحليله لهذا الحديث، ذكر الشيخ الألباني عدم وجود أي سند ثابت للسند المذكور. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلتان رئيسيتان في هذه الرواية: الأولى هي أن محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، الذي هو الراوي الثالث في السلسلة، لم يكن موجودًا في كتب السنة الرئيسية للبخاري ومسلم. الثانية تتعلق بـ الوليد بن مسلم، الذي كان معروفًا بتدليسه، مما أدى إلى تسويات غير صحيحة في السلسلة. هذا النوع من التدليس يمكن أن يؤدي إلى زيادة الباحث عن الضلال في فهم النص الأصلي للمحادثة النبوية المقدسة.
ومن الجدير بالذكر أيضًا أن أحاديث الخسف المنطوق بها في نهاية هذا الحديث ليست متاحة بشكل صحيح وفقًا لتوجيهات البخاري ومسلم. وقد أكد عدد كبير من العلماء الإسلاميين - منهم الشيخ حمود التويجري والدكتور حاتم العوني - على طابع الوهم المنتشر بشأن حديث "السفياني". بينما اعترف البعض الآخر، مثل الحاكم وابنه الذهبي، بصحة هذا الحديث بناءً على معاييرهم الخاصة، إلا أن معظمهم اعتبره أقل اعتمادا بسبب القضايا المرتبطة بمستوى العدالة والتسلسل الخاص برواة الحديث.
وفي النهاية، يجب التنبيه إلى أهمية التعامل بحذر واحترام مع تراثنا الديني الثمين. يجب التحقق دائمًا من مصداقية المعلومات قبل قبولها واستخدامها كجزء أساسي من معتقدينا الإسلامية. وبالتالي، ينبغي النظر بعناية شديدة عند دراسة أية معرفة جديدة تتعلق بالأحداث المستقبلية المبنية على الأدلة الظرفية فقط وليس فقط على الكتاب والسنة النبويين الصريحين.