تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين: دراسة متعمقة

في ظل التطور الهائل في عالم التقنية وأصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للكثير من الأطفال والمراهقين. هذه الظاهرة التي كانت

  • صاحب المنشور: سلمى المسعودي

    ملخص النقاش:

    في ظل التطور الهائل في عالم التقنية وأصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً أساسياً من الحياة اليومية للكثير من الأطفال والمراهقين. هذه الظاهرة التي كانت تعتبر مؤخراً مجرد هواية أو شكل من أشكال الترفيه قد أخذت الآن منحنى جدياً مع زيادة عدد ساعات اللعب وتأثيراتها المحتملة على الجانب النفسي والعاطفي لهذه الفئات العمرية الحساسة.

تُظهر الدراسات الحديثة وجود علاقة مباشرة بين الإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية والألعاب الإلكترونية وبين مشاكل صحية نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب النوم. حيث يمكن للألعاب ذات الطبيعة العدوانية أو القهرية أن تؤدي إلى زيادة مستويات التحفيز العالي الذي يرافقه عادة بعدم القدرة على الاسترخاء عند انتهاء الجلسة. كما تشير بعض الأبحاث إلى احتمال ارتباط الزيادة الطويلة الأمد في الوقت المنفق أمام الشاشات بتراجع المهارات الاجتماعية لدى الشباب بسبب تفضيلهم للعيش داخل العالم الافتراضي بعيداً عن الواقع الاجتماعي الحقيقي.

بالإضافة لذلك، فإن الاعتماد الكبير على الألعاب عبر الإنترنت يخلق أيضاً تحديات تتعلق بالاستخدام الآمن للمعلومات الشخصية وكيفية التعامل مع الغرباء الذين يتم مواجهتهم أثناء اللعب. بالإضافة لهذا، فقد أصبح هناك نوع جديد من أنواع تعاطي الادمان المعروف باسم "ادمان الألعاب"، والذي يشابه ادمان المواد المخدرة والإدمان الجنسي وغيرها من الأنواع الأخرى للإدمان، ممّا يتطلب التدخل المبكر لتوفير الدعم المناسب للأطفال وعائلاتهم للحفاظ على توازن صحي فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا.

مقترحات للتوجيه الصحيح

  • وضع قواعد منزلية محددة لساعات اللعب مع التأكد من تطبيق تلك القواعد بشكل ثابت ومستمر
  • تشجيع الانشطة الخارجية والحياة الاجتماعية خارج نطاق الشاشة الإلكترونية
  • الحوار المفتوح بين الأسرة حول مخاطر سوء الاستخدام والتأكيد على أهمية الموازنة بين وقت اللعب ووقت العمل/الواجبات المدرسية والأنشطة الرياضية والثقافية وغيرها
  • تعليم الطفل كيفية إجراء عمليات بحث آمنة وصيانة خصوصيته عبر الشبكة العنكبوتية
  • متابعة أدائه الأكاديمي والنفسي باستمرار واستشارة المتخصصين عند الضرورة لإجراء تقييم شامل لحالة طفلنا الصحية العامة والنفسية خاصة عندما تبدو المؤشرات الأولية غير مطمئنة

الخاتمة:

إن التعامل بحذر وروية مع مسألة ألعاب الفيديو أمر ضروري لضمان عدم تأثيرها السلبي على نمو شخصية جيل المستقبل والتخطيط الذكي لاستخدامه لها لتحقيق أقصى قدر ممكن من الفوائد التعليمية والمجتمعية المرتبطة بها بطرق مبتكرة وآمنة.


عهد الحمودي

10 Blog postovi

Komentari