- صاحب المنشور: ماجد الودغيري
ملخص النقاش:
### التدخل العسكري التركي في سوريا: تحليل للأثر والنتائج المحتملة
تعدّ التدخلات العسكرية الخارجية أحد المحركات الرئيسية لتطورات الأزمة السورية المستمرة منذ عام 2011. وتُعتبر العمليات العسكرية التي قام بها الجيش التركي داخل الأراضي السورية جزءاً هاماً ومثيراً للجدل ضمن هذا السياق المعقد. يهدف هذا التحليل إلى تقديم رؤية نقدية حول دوافع تركيا للتدخل وعواقبه المحتملة على الوضع الحالي وعلى مستقبل الحل السياسي لهذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة يوماً بعد يوم.
بدأت العمليات التركية بسلسلة غارات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في أغسطس/آب ٢٠١٦ ثم توسعت لاحقا ليشمل ذلك عمليات برية واسعة النطاق استهدفت فصائل كردية سورية تعتبرها أنقرة تهديدا أمنيا مباشرا لها وللمجتمع الدولي ككل بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه الحكومة التركية منظمة إرهابية. وقد أدى ذلك إلى تغيير ميداني كبير حيث تمكنت القوات التركية من تحقيق عدة انتصارات عسكرية ملحوظة الأمر الذي شكل ضغطا سياسيا واضحا وجليا على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والمجموعات المناوئة له والتي كانت تسعى لاستعادة مناطق سيطرت عليها الجماعات المتشددة سابقا ولم تكن تقوى على مواجهتها بمفردها آنذاك. كما خلقت هذه التطورات توازن قوة جديدa بين مختلف الفاعلين الإقليميين والدوليين مما قد يؤدي إلى تفاقم الصراع أو ربما تسهيل عملية التسوية الشاملة اعتمادا على كيفية إدارة الملف من قبل اللاعبين الرئيسيين فيه.
إن الاهتمام الرئيسي لأركان صنع القرار التركي يتعلق بشكل رئيسي بتأمين الحدود الجنوبية للدولة وبضمان عدم ظهور أي كيانات مستقلة ذات أغلبية كردية تحد من قدرته السياسية واستقرار نطاق نفوذها التقليدي بالإضافة لحماية الأقليات المسلمة التركية الموجودة هناك تاريخياً بعكس القيادة العربية والعلوية للحكومة الشرعية الحالية حسب اعتقادهم بأنهم غير قادرين على تأمين حقوق الطوائف الأخرى تحت حكمهم. وفي الوقت نفسه فإن لإسرائيل دور بارز أيضا عبر دعمها الدائم للمعارضة السورية المعتدلة ضد نظام الاسد بهدف الحد من النفوذ الايراني وقوى التطرف الإسلامي المتزايد عالميا خاصة وأن الأخيرة تستغل ظرف الحرب الداخلي لتحقيق مكاسب طائفية مفصلة أكثر تعقيدا بكثير حتى الآن ولكن يمكن تلخيصه بأنه مشروع محاولة فرض هيمنة شيعية تضر مباشرة بالأمن القومي العربي والإسرائيلي وفق منظور الأخير خاصة مع وجود قواعد روسية وإيرانيات مؤخراً بالقرب مباشرة من المناطق الحدودية الشمالية الغربية المحتلة حديثًا مما يستوجب تشديد قبضة النظام الأمني الجديد نحو مزيدٍ من الضغوط التصعيديه تجاه كل طرف مقابل الآخر.
وعلى الرغم من المخاطر الواضحة المرتبطة بهذه السياسات العدوانيه إلا أنها ستكون نتيجة محتومة لجشع الاستعمار والحروب بالوكالة الثقيلة الثمن وغير مقبول أخلاقياً وأساس القانون الدولي العام لصالح الشعب الأعزل والذي يحاول البقاء علي قيد الحياة بأعجوبة وسط ركام الزلازل والصواريخ والقصف العنيف اليومي المحتمِس بلا هوادة ليلاً نهارآ! إن إنهاء الاحتلال الخارجي مسؤوليتنا جميعاً ومن واجبات المواطنين