- صاحب المنشور: فاطمة الزهراء
ملخص النقاش:
تدور هذه المناقشة حول مفهوم "الدولة" وتحوله عبر الزمن تحت تأثير عوامل متعددة منها التاريخ، الفلسفة، العولمة، التكنولوجيا، الصراعات السياسية، والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية. يساهم ثلاثة مشاركين - محمود القيرواني، حسيبة بن زروال، ونذير الريفي - بأفكارهم وآرائهم حول مدى حاجتنا لإعادة النظر في تصورنا للدولة في ضوء الظروف العالمية المتغيرة.
يشير القيرواني إلى أن وصف فاطمة الزهراء للدول بـ "ما يسمى" يوحي بالتساؤل حول معايير تحديث الدولة وفقًا لمفاهيم عصرية. ويضيف أن مفهوم الدولة تطوّر بشكل كبير عبر العصور، ويتوجَّب مراجعته باستمرار ليصبح أكثر تعبيرًا عن الواقع الدولي الديناميكي. كما يؤكد على أهمية الاعتبارات المتعلقة بالحكم الذاتي والإدارة الخارجية للدول عند التعريف بالقوة والتأثير السياسيين.
بينما توافق حسيبة بن زروال على حجج القيرواني، تضيف بأن السياق التاريخي والفلسفي ليس الوحيد المؤثر؛ فالظروف الراهنة مثل العولمة، التطورات التكنولوجية، والنزاعات السياسية يجب أخذها بعين الاعتبار أيضا. فهي ترى أنه بالإضافة للجغرافيا والثقافة والسياقات الداخلية، هناك اعتبارات جديدة باتجاه العلاقات الاقتصادية الرقمية والتفاعلات المعلوماتية التي أثارتها ثورة الاتصال والتواصل عبر الشبكات العنكبوتية. هل يجب أن تصبح هذه الجوانب جزءًا حيويًا من فهم وشرح طبيعة الدول المعاصرة؟
يتبع نذير الريفي حديثهما مؤكدًا على عدم إغفال العمق السياسي والكيان الوطني الواضح المتمثل بالمؤسسات الضامنة للاستقرار والأمان داخليا وعند التعامل دوليًا. وهو يشدد على كون الدول ليست مجرد نظام اجتماعي واقتصادي عالمي مشترك وإنما وجود خاص يتمتع بجوانب سيادية مستقلة ذات قوانين ولوائح مميزة داخل حدود وطنية خاصة به .
