- صاحب المنشور: سهام الزرهوني
ملخص النقاش:
مع تزايد اعتماد التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML)، تشهد العديد من الصناعات ثورة غير مسبوقة. هذه التقنيات ليست مجرد أدوات لتحسين الكفاءة التشغيلية؛ بل إنها تمثل قوة دافعة للنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي. ستناقش هذه الدراسة كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في دفع الابتكار الاقتصادي، مستندة إلى أمثلة واقعية من مختلف القطاعات.
مقدمة
لقد كان القرن الحادي والعشرون عصرًا شهد نمواً هائلاً في قدرات معالجة البيانات وتخزينها باستخدام الكمبيوتر. ومن هذا الإطار ظهرت تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML)، والتي تُعد أساس الثورة الرقمية الحديثة التي نعيشها اليوم. يُعتبر الذكاء الاصطناعي أحد أهم التحولات التكنولوجية منذ اختراع الإنترنت، حيث يوفر منظورات جديدة للأعمال التجارية ويغير طريقة تفكير الشركات حول الممارسات القديمة. يعمل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على تحويل الطرق التي نعمل بها، نفكر بها، نتواصل بها، حتى نحيا حياتنا الشخصية.
كيف يدفع الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي الابتكار الاقتصادي؟
1. زيادة الإنتاجية والكفاءة
يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تحليل كميات كبيرة من البيانات بسرعة أكبر بكثير مما تستطيع القيام به أي جهة بشرية. يمكن لهذه الأدوات التنبؤية التعرف على الأنماط في بيانات العملاء والسلوك التجاري، مما يسمح للشركات باتخاذ قرارات استراتيجية أكثر فعالية. على سبيل المثال، يستخدم بنك HSBC نظاماً قائماً على الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد الاحتيال المحتمل، وهو ما ساعد البنك على خفض حالات الاحتيال بنسبة تصل إلى 40%.
2. خدمة العملاء المحسنة
يعمل الذكاء الاصطناعي أيضًا على إعادة تعريف تجربة العملاء عبر القنوات المختلفة. الروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي توفر دعمًا فوريًا ومخصّصًا لاحتياجات العملاء الفريدة. شركة Delta Airlines هي واحدة من الأمثلة الرائدة حيث نجحت في تخفيض عدد المكالمات الهاتفية غير الضرورية بعدد يصل إلى 96% بسبب تقديم خدمات روبوت دردشة ذكي تعمل بتقنية GPT-3.
3. تطوير المنتجات الجديدة
يوفر الذكاء الاصطناعي القدرة على تصميم منتجات أفضل وأكثر كفاءة. يتيح العصر الجديد للتصميم المعزز بواسطة الذكاء الاصطناعي لشركات التصنيع إجراء محاكاة ثلاثية الأبعاد وتحليل الأداء الديناميكي قبل البدء بإنتاج المنتج فعليا. تعتمد شركتا Nike وAdidas حالياً على نماذج رياضية مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتطوير أحذيتهم الرياضية الجديدة، وهي خطوة تسهم في تحقيق الاستدامة البيئية من خلال الحد من الهدر.
4. خلق فرص عمل جديدة
على الرغم من المخاوف بشأن فقدان الوظائف بسبب الروبوتات والأتمتة، فإن الواقع يشير نحو خلق وظائف جديدة ومتنوعة نتيجة للتوسع المستمر في مجال الذكاء الاصطناعي. بحسب تقرير حديث لمنظمة العمل الدولية، سيؤدي انتشار الذكاء الاصطناعي إلى إنشاء حوالي 85 مليون فرصة عمل جديدة بحلول