- صاحب المنشور: سليمة الكتاني
ملخص النقاش:شهد العالم تقدماً هائلاً في مجال الاتصالات مع ظهور تقنية شبكات الجيل الخامس (5G)، التي توفر سرعات إنترنت فائقة وميزات جديدة. ولكن هناك مخاوف متزايدة حول الآثار المحتملة لهذه التقنية على الصحة العامة. يركز هذا المقال على استكشاف الدراسات العلمية المتاحة حتى الآن بشأن العلاقة بين شبكات 5G والصحة البشرية، بالإضافة إلى تقديم توصيات عملية لتقليل أي خطر محتمل.
على الرغم من القلق العام، فإن معظم الأدلة العلمية الحالية تشير إلى أن الموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من شبكات 5G ليست ضارة بصحتنا كما كانت النظرية الأولي تروج لها. حيث تعمل هذه الشبكات ضمن نطاق التردد الراديوي (RF)، وهو نفس نطاق التردد المستخدم منذ عقود في الهواتف المحمولة والراديو والتلفزيون بدون أي آثار صحية واضحة. إلا أن بعض الخبراء يحذرون من عدم وجود دراسات طويلة المدى كافية لفهم التأثيرات طويلة الأجل لهذه الشبكات.
الدراسات المعاصرة
في عام 2011، أجرت منظمة الصحة العالمية (WHO) مراجعة شاملة للبحوث المتعلقة بالآثار الصحية للإشعاع غير المؤين - والذي يشمل موجات RF - ولم تجد دليلا قويا على زيادة المخاطر الصحية لدى الناس الذين يعيشون بالقرب من محطات البث أو الهاتف المحمول. وفي عام 2018، أعادت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) تصنيف الإشعاعات المنبعثة من استخدام الهواتف المحمولة بأنها "ربما مسرطن" للإنسان بناءً على أدلة حديثة لكنها أكدت أيضاً أنها لا تستطيع تحديد مستوى التعرض الذي قد يسبب تلفاً جينياً خطيراً.
التوصيات العملية للتخفيف من المخاطر
- الحفاظ على المسافة: ينصح بتجنب وضع جهازك اللاسلكي مباشرة بجوار رأسك أثناء المكالمات الطويلة. يُعتبر إبقاء الجهاز بعيدًا بمتر واحد أفضل خيار لمنع تعرض مباشر للموجات الصادرة عنه.
- استخدام سماعات الرأس ذات الأسلاك: عند إجراء مكالمات هاتفية عبر الإنترنت باستخدام شبكة Wi-Fi أو 5G, فإن ربط سماعة رأس بهذه الأجهزة سيقلل كثيرا من مقدار الوقت الذي يستغرقه جسمك لامتصاص تلك الأمواج الضارة.
- تقليل وقت الاستخدام اليومي للهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية: حاول الحدّ قدر المستطاع من عدد ساعات استخدامك للأجهزة الإلكترونية يومياً خاصة قبل النوم لأن النوم الكافي مهم جدا لصحة الدماغ والعقل بشكل عام.
مع امتداد تغطية شبكات 5G عالميا خلال السنوات المقبلة, سيكون من المهم مراقبة وتقييم تأثيرها الصحي بشكل دوري واستمرار البحث العلمي لتحقيق المزيد من الفهم للعلاقات المحتملة بين المجتمع والإشارات الكهرومغناطيسية الناجمة عنها.