الحمد لله! في حالة سها الإمام بالتشهد الأول أثناء صلاة المغرب، هناك حالتان ممكنتان كما ذكرت العلماء: الأولى هي عندما يتذكر قبل الوقوف للركعة التالية، حينئذٍ يجلس ويتشهّد ويستأنف صلاته بسجود السهو. أما الثاني فهي عندما يتذكر وهو قد استقام واقفا (حتى لو بدأ بالقراءة)، هنا لا يجوز الرجوع؛ لأن الفصل حصل بالفعل بين التشهد والوقوف.
وفي هذه الحالة تحديدًا، ركب الإمام خطأً بسجود واحد للسهو، بينما يشترط فقهاء الإسلام تسجيل سجدتي السهو - وفق حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "إذا شك أحدكم في صلاته فليتحرّ الصواب وليتم عليها". وهذا يعني عدم سلامة صلاة المأمومين بسبب نقص أداء سجدة السهو أيضًا.
وقد أكدت لجنة الفتوى الدائمة أن تارك سجود السهو عمدًا يجب عليه إعادة الصلاة، وأن الجهل بحكم قضية ما يعد مثل السهو نفسه، وبالتالي فإن التسليم يكون صحيحًا بدون إعادة إذا حدث ذلك بشكل غير متعمَّد.
لكن الأمر الأكثر أهمية هنا هو التنبيه والتذكير بالإمام بما حدث ليضمن تجنب هذا الخطأ مستقبلاً. كذلك، وفق رأي معظم العلماء (وفق قول النووي وابن المنذر وغيرهما)، يحق للمأمومين القيام بسجدة السهو الإضافية رغم قصرها من جانب إمامهم.
ندعو الله أن يعفو عنا جميعا ويعلمنا أحكام الدين بعلمه وحكمته الغنية.