1
الخطاب الشّعريّ قصيدة أبي البقاء الرُّندي في رثاء الأندلس ..
لكلّ شيءٍ إذا ما تَمّ نقصـــــــــانُ فلا يُغرَّ بطيبِ العيشِ إنســـــــــــــانُ
هي الأمورُ كما شـــــــــــهدتها دُولٌ مَنْ سَــــــــــرّهُ زمنٌ ساءَتهُ أزمـــــــــــــــــــــــــانُ
2
وهذه الدّارُ لا تُبقي على أحـــــــدٍ ولا يدوم على حالٍ لها شــــــــــــــــــــــــــانُ
يُمزق الدّارُ حتماً كلّ سابغـــةٍ إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصــــــــــــــــــــــانُ
وينتضي كلّ سيفٍ للفناء ولوْ كان ابنَ ذي يزنَ والغمدَ غُمدانُ
3
أولاً) الموسيقى في القصيدة:
نسج الشّاعر قصيدته على ( بحر البسيط) وهو من البحور الشّعرية الطويلة، وقيل: سُمِّيَ الْبَسِيْط بهذا الاسم لانبساط أسبابه، أي تواليها في مستهل تفعيلاته السباعية، وقيل: لانبساط الحركات في عَرُوْضه وضربه في حالة خبنهما؛
4
إذ تتوالى فيهما ثلاث حركات. كما يمنح ( بحر البسيط) الشّاعر فرصة التّغني بآلامه وآلام شعبه جرّاء ما حدث في الأندلس، وتفعيلاته:
مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَاْعِلُنْ
5
ثانيا) القافية:
جاءت القافية التى اختارها الشّاعر بعد دراسة – لاشك- وعناية فائقة؛ لتتوافق مع غيرها من عناصر البناء الفنيّ للقصيدة، حاملةً لحناً خفيفاَ رقيقاً، تطرب له الآذان، وتذرف له العين من شدة الحسرة والتّأسف على ضياع الأوطان؛
فاختيار الشّاعر لقافية( النّون)