قصة الأصمعي والأعرابي?
قال الأصمعي:
دعاني بعض العرب الكرام إلى الطعام فخرجت معهم إلى البادية فأتوا بـ إناء أو جرّة وكانت ممتلئة بالسمن وجلسنا للأكل ، فجاء أعرابي يقطع غمار الأرض قطعًا ووراءه غبار حتى وصل فجلس على المائدة من غير دعوة ،ثم مدّ يده في السمن ، وكان يرفع يديه
#ثريد https://t.co/8gmEVsEIOg
فيسيل السمن من بين أصابعه فيسيل على الغبار الذي على يديه فيصنع خطوطًا ، فأردت أن أُضحك القوم عليه فقلت له يا أعرابي :
كأنك أثلة في أرض هش ..
أصابها وابلٌ من بعد رشِّ
فالتفت إليه الأعرابي وعينه محمرة وقال له :
كأنك بعرة في إست كبش …
مدلّاة وذاك الكبش يمشي .
قال الأصمعي : فضحك علي القوم جميعهم ، فشعرت بالحرج فنظرت إليه ، وقلت له : يا أعرابي هل تعرف الشعر أو ترويه ؟
فقال الأعرابي : كيف لا أقول الشعر وأنا أبوه وأمه .
فقلت له : عندي قافية تريد عطاءً .
فقال الأعرابي : هات ما عندك
قال الأصمعي : فغصت في بحار العربية فما وجدت أصعب من قافية الواو الساكنة المفتوح ما قبلها ، فقلت له يا أعرابي :
قوم بِنجدٍ قد عهدناهم …
سقاهم الله من النوْ .
أتدري ما النوْ يا أعرابي ؟
فالتفت الأعرابي إليه وقال :
نو تلألأ في دجى ليلة ..
حالكة مظلمة لوْ .
فقلت له : لو ماذا ، فقال :
لو سار فيها فارس لانثنى …
على بساط الأرض منطوْ .
فقلت له : منطو ماذا ، فقال :
منطوي الكشح هضيم الحشا …
كالباز ينقض من الجَوْ
( وكان الأصمعي يزيد الأسئلة على الأعرابي حتى يصعب عليه )
فقال له الأصمعي : جو ماذا ، فقال :