• صاحب المنشور: نعيم بن زروال
  
  ملخص النقاش:
  في أعقاب الأزمة البيئية العالمية المتزايدة التي نمر بها حاليًا، أصبح تحويل الطاقة قضية حاسمة. هذا التحول يشمل الانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر طاقة متجددة مثل الشمس والرياح والماء وحتى النفايات العضوية. هذه العملية ليست فقط ضرورية للحد من الانبعاثات الكربونية وإنقاذ البيئة، ولكنها أيضًا فرصة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة وبناء اقتصاد أكثر مرونة واستدامة.

التحديات الحالية:

1. التكلفة: على الرغم من انخفاض تكاليف تصنيع وصيانة الألواح الشمسية وطاقة الرياح، إلا أنه مازال هناك حاجة كبيرة للاستثمار الرأسمالي الأولي لتركيب وتشغيل هذه البنية الأساسية الجديدة. كما تطلب الطاقات المتجددة بنى تحتية أكبر بكثير لتوفير نفس كمية الطاقة المنتجة بواسطة محطات الكهرباء التقليدية مما يزيد من استثمارات البناء والصيانة.

1. التخزين: تحدي آخر يتمثل في القدرة على تخزين الطاقة المنتجة خاصة خلال فترات عدم توفر الإشعاع الشمسي أو الرياح شديدة القوة. تقنيات التخزين الحالية غير فعالة تمامًا ولا تزال بحاجة للتطور قبل أن يمكن اعتمادها على نطاق واسع.

1. توافق الشبكات: تتطلب شبكاتنا الحالية الكثير من إعادة تصميم وإعادة بناء لتكون قادرة على التعامل مع تدفقات الطاقة المتغيرة باستمرار والتي هي خاصية مميزة للطاقة المتجددة.

1. الإدارة البيئية: رغم كون الطاقات المتجددة خالية عادة من الانبعاثات الغازية أثناء التشغيل، فإن عملية الاستخراج والإنتاج قد تحتوي على آثار بيئية خطيرة تشمل التأثيرات الاجتماعية المحلية والسياق المناخي العام عند النظر إليها ككل ضمن دورة حياة النظام بأكمله.

التطورات المحتملة للمستقبل:

1. تقنيات جديدة: البحث العلمي مستمر لإيجاد حلول مبتكرة لهذه المشاكل. أحد الأمثلة الواعدة هو استخدام بطاريات الليثيوم أيون الأكثر كفاءة وأقل تكلفة، بالإضافة لأبحاث حول طرق تخزين الهيدروجين باعتباره مصدر طاقة نظيف وقابل للتوسع بشدة مقارنة بالبطاريات الأخرى الموجودة الآن.

1. ذكاء الصناعة: تطبيق الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة لدعم عمليات اتخاذ القرار الفعال فيما يتعلق بتخصيص ومراقبة موارد الطاقة المختلفة عبر المناطق الجغرافية المختلفة ومتابعة حالات التوربينات واللوحات الشمسية وغيرها للحفاظ عليها بعمل مثالي.

1. التكامل المجتمعي: تعزيز دور الأفراد والمجتمعات المحلية في توليد واستخدام الطاقة باستخدام نماذج مشاركة الدخل حيث يقوم الجميع بمشاركة فوائد نقل الملكية الخاصة لمرافق الطاقة العامة داخل مجتمعهم الخاص.

1. الرؤى السياسية: وضع سياسات داعمة لتحويل الطاقة سواء كان ذلك عبر تقديم حوافز ضريبية مباشرة للأعمال الصغيرة والشركات الناشئة أو إنشاء سوق نشطة لشراء شهادات حقوق CO₂ للسماح للنظام العالمي بالتكيف التدريجي مع سيناريوهات قياس غازات الاحتباس الحراري المنخفضة بشكل فعال خارج حدود الحدود الوطنية للدولة المعنية وحدها.

هذه الخطوات، التي تعتمد كل منها بدرجات متفاوتة حسب الظروف المحلية لكل دولة، ستساعد العالم نحو تحقيق هدف الوصول إلى نظام طاقة مستدام عالميا بحلول نهاية القرن الحالي وفقا لرؤية منظمة الأمم المتحدة للأهداف الـ١٧ الإنمائية ذات الجدوى الشاملة للأجيال القادمة أيضا!