- صاحب المنشور: أنور الغنوشي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبحت الأجهزة الإلكترونية والإنترنت جزءاً أساسياً من حياة الأطفال والمراهقين. في حين أنها توفر موارد تعليمية هائلة وتسهل التواصل مع الآخرين، فإن لهذه التقنيات تأثيرات متعددة على الصحة النفسية لأجيال المستقبل. يسلط هذا المقال الضوء على كيفية تأثير هذه الأدوات الجديدة على جوانب مختلفة من الرفاه النفسي لدى الأطفال والشباب.
من ناحية، يمكن للتكنولوجيا أن تزيد من مستويات القلق والاكتئاب بين المستخدمين الشباب إذا تم الاستخدام بطريقة غير صحية أو شديدة. الدراسات تشير إلى أن قضاء وقت طويل أمام الشاشات قد يؤدي إلى اضطراب النوم، وهو عامل رئيسي للمشاكل الصحية النفسية مثل الاكتئاب والقلق. بالإضافة إلى ذلك، التعرض لمحتوى سلبي عبر الإنترنت - سواء كانت أخبار كاذبة، مضايقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى ألعاب فيديو ذات محتوى عنيف - يمكن أن يساهم أيضا في المشاعر السلبية ويؤثر سلبًا على الصحة النفسية العامة.
على الجانب الإيجابي، يمكن للتقنيات الحديثة تقديم دعماً نفسياً مهماً للأطفال الذين يعانون من حالات مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD). تتضمن بعض البرامج والأدوات التعليمية التي تعتمد على الواقع المعزز والتفاعلية طرق جديدة ومبتكرة لمساعدة هؤلاء الأطفال وتحسين تركيزهم وأدائهم الأكاديمي. كما توفر المنصات عبر الإنترنت مجموعة متنوعة من الدعم المجتمعي والإرشاد الصحياني الذي غالبًا ما يكون متاحًا بأوقات أكثر مرونة مما قد توفره الخدمات التقليدية.
لكن الأمر يتطلب تحقيق توازن دقيق بين الفوائد المحتملة والعواقب الضارة. الآباء والمعلمين والمعالجون النفسييون بحاجة لتوفير توجيه فعّال حول استخدام التكنولوجيا بطرق بناءة ومسؤولة. يشمل ذلك وضع حدود واضحة لاستخدام الوقت، وتعزيز وسائل الترفيه البديلة، وتعليم الأطفال كيفية تحديد المحتوى المناسب لهم وحدود السلامة الشخصية عند استخدام الشبكة العنكبوتية العالمية.
وفي نهاية المطاف، يبدو أن مفتاح حماية الصحة النفسية للشباب يكمن في تثقيفهم حول العالم الرقمي وفهم عواقبه بعناية، مع تشجيع استخدامه المسؤول والمفيد. بهذه الطريقة، يمكننا المساعدة في ضمان أن تكنولوجيتنا تقدم فرصا مثمرة ومنتعشة بدلا من عبء ثقيل وغير مرغوب فيه على رفاهية أبنائنا وصغارنا الأعزاء.