- صاحب المنشور: حكيم الدين بن عمار
ملخص النقاش:
مع استمرار تطور العالم الرقمي والانتشار الواسع للتكنولوجيا عبر الأجيال الحديثة, برزت تساؤلات حول تأثير هذه التقنيات المتقدمة على طبيعة العلاقات البشرية. فبينما يرى البعض أنها أدوات لتسهيل التواصل وتعزيز الروابط الاجتماعية, يشعر آخرون بأنها قد أثرت سلباً على الجوانب العاطفية والنفسية للفرد والمجتمع ككل.
التفاعل الاجتماعي والإلكتروني
لقد غير الإنترنت وسائل الاتصال بطرق لم تكن ممكنة سابقًا. حيث يمكن لأفراد الأسرة والأصدقاء البقاء على اتصال بغض النظر عن المسافات الطويلة التي تفصل بينهم. لكن هذا النوع الجديد من الوجود الافتراضي يعيد تشكيل توقعاتنا حول كيفية بناء وتشارك التجارب المشتركة. أصبح بعض الأشخاص أكثر راحة بالتعبير عن مشاعرهم وآرائهم داخل الفضاء الإلكتروني مقارنة بمواجهتهم وجهاً لوجه مما يؤدي إلى انخفاض المهارات الاجتماعية الحقيقية. بالإضافة لذلك، فإن الاستخدام المكثّف للأجهزة الذكية وبرامج التواصل الاجتماعي ربما يساهم أيضًا بتشتيت الانتباه وانعدام التركيز خلال المناسبات الشخصية مثل الولائم والعطلات العائلية.
القلق والاكتئاب
تشير العديد من الدراسات إلى وجود علاقة واضحة بين زيادة وقت الشاشة والشعور بالإرهاق النفسي. التعرض المستمر للمحتوى السلبي عبر الشبكات الاجتماعية والتسلط الرقمي وغيرها من الضغوط المرتبطة بالتكنولوجيا قد يتسبب بحالات مزمنة من القلق والاكتئاب لدى المراهقين والكبار على حد سواء. كما أنه يعيق قدرة الأفراد على إدارة عواطفهم ومشاعرهم نتيجة تعويد الدماغ على معالجة كميات هائلة من المعلومات المحفزة باستمرار.
التأثيرات الإيجابية المحتملة
ومن جهة أخرى، تحمل التحولات التكنولوجية فوائد كبيرة أيضاً. توفر الأدوات الجديدة فرص عمل جديدة وتحسين الوصول للمعلومات التربوية والثقافية للعالم بأكمله. وقد سهلت الخدمات الصحية عن بعد حصول المرضى على رعاية طبية متخصصة حتى وإن كانوا بعيدين جغرافيا عن مراكز العلاج الرئيسية. ومن الجدير ذكره, أن القدرة على خلق مجتمع عالمي قادر على تبادل الخبرات والمعرفة ثقافيًا وفكريًا هي إحدى ثمار الثورة التكنولوجية لهذا القرن الحديث بالفعل وهي عامل مهم لتحفيز عملية التعاون الدولي والدعم المجتمعي العام.
وفي النهاية يبدو واضحًا أن لاستخدام التكنولوجيا وجهان؛ فهناك جوانب سلبيه لها تتطلب اهتمام أكبر ولكن كذلك هناك جانبا ايجابييا كبير كان له دور فعال في تطوير الحياة اليوميه للإنسانيّة . لذا يجب وضع حدود مناسبة للاستخدام الأمثل لهذه الانظمة ,وتوفير البيئة التعليمية الصحيحه والتي تعلم أهميتها وتأثيرها العقلاني والمناسب للحياة العملية لكل فرد منهم مستقبلاً .